بشارة المصطفى - محمد بن علي الطبري - الصفحة ٢٨٠
وماله فينا، يا علي أقرئهم مني السلام من رآني منهم ومن لم يرني، وأعلمهم أنهم إخواني الذين اشتاق إليهم فليلقوا علمي (1) إلى من يبلغ القرون من بعدي وليتمسكوا بحبل الله وليعتصموا به، وليجتهدوا في العمل، فانا لا نخرجهم من هدى إلى ضلالة، وأخبرهم ان الله عز وجل راض عنهم، وانه يباهي بهم ملائكته وينظر إليهم في كل جمعة برحمته ويأمر الملائكة أن تستغفر لهم.
يا علي لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون اني أحبك فأحبوك لحبي إياك ودانوا الله عز وجل بذلك وأعطوك سفو المودة من قلوبهم (2) واختاروك على الآباء والاخوة والأولاد وسلكوا طريقك وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلا نصرنا وبذل المهج فينا مع الأذى وسوء القول، وما يقاسونه من مضاضة ذلك فكن بهم رحيما وأقنع بهم، فان الله عز وجل اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق وخلقهم من طينتنا واستودعهم سرنا وألزم قلوبهم معرفة حقنا وشرح صدورهم (3) [وجعلهم] (4) متمسكين (5) بحبلنا، لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم أيدهم الله وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به، والناس في غمة الضلال متحيرون في الأهواء، عموا عن الحجة وما جاء من عند الله عز وجل، فهم يصبحون ويمسون في سخط الله وشيعتك على منهاج الحق والاستقامة لا يستأنسون إلى من خالفهم وليست الدنيا منهم، وليسوا منها، أولئك مصابيح الدجى، [أولئك مصابيح الدجى، أولئك مصابيح الدجى] (6) " (7).

(١) في " ط " و " م ": عملي، وما أثبتناه من الأمالي.
(٢) في الأمالي: في قلوبهم.
(٣) في " م ": صدورنا.
(٤) من الأمالي.
(٥) في الأمالي: مستمسكين.
(٦) من الأمالي.
(٧) عنه البحار ٦٨: ٤٦، رواه الصدوق في أماليه: ٢ - ٤٥٠، فضائل الشيعة: ١٤ - 17 عنه 39: 306.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست