قال: هاهنا أخوان أحدهما إمام والآخر يؤذن، فأما الإمام فلم يزل محبا لعلي (عليه السلام) منذ خرج من بطن أمه، وأما المؤذن فلم يزل مبغضا لعلي منذ خرج من بطن أمه فأت الإمام حتى تحدثه، قال: قلت: دلني على منزله. فأشار إلى منزله، فعرفت الباب فقرعته فخرج إلي شاب فسلمت عليه فعرف الكسوة و (عرف) (1) البغلة فقال: اعلم إن الشيخ لم يكسك خلعته (2) ويعطيك بغلته (3) إلا وأنت تحب عليا فحدثني في فضائل علي (عليه السلام).
قال: قلت: أخبرني أبي، عن جدي، عن عبد الله بن عباس، قال: بينا نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ أقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تبكي، فقال: ما يبكيك يا فاطمة قالت:
يا رسول الله عيرتني نساء قريش آنفا زعمن أنك زوجتني رجلا معدما لا مال له.
قال: لا تبكين يا فاطمة فوالله ما زوجتك حتى زوجك الله من فوق العرش وأشهد على ذلك جبرئيل وميكائيل، ألا وان الله اطلع من فوق عرشه فاختارني من خلقه وبعثني نبيا ثم اطلع ثانية (4) فاختار من الناس عليا فجعله وارثا ووصيا فعلي أشجع الناس قلبا وأكثرهم علما وأعدلهم في الرعية وأقسمهم بالسوية والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة واسمهما في توراة موسى شابير وشابور لكرامتهما (5) على الله.
يا فاطمة لا تبكين إذا كسيت غدا كسي علي معي، وإذا حبيت غدا حبي علي معي، يا فاطمة لواء الحمد بيدي والناس تحت رايتي يوم القيامة فأناوله عليا لكرامته على الله عز وجل، يا فاطمة علي عوني على مفاتيح الجنة، يا فاطمة علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة.
قال: فلما حدثته بهذا الحديث، قال: يا فتى من أنت (6)؟ قلت: من أهل العراق،