الكمال والتمام من الله نقصان. إذ لو كان ذلك كذلك لزم تكذيب هذا من الله سبحانه وعظم شأنه إذ قال " اليوم أكملت لكم دينكم " ولم يكمل وقائل هذا ومعتقده كافر راد على الله. وإن قالوا أراد به الإمامة من بعده، قيل لهم أفتقولون إن أبا بكر وعمر كانا إمامين في عصر واحد معا، فإن قالوا ذلك كذبهم الخبر في استخلاف أبي بكر لعمر وقت وفاته ولن يقوله من يعقل وإن قالوا صار أحدهما إماما بعد الآخر وهو قولهم قيل لهم فقد بطل الآن عليكم هذا الخبر إذ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان أفصح العرب ولا يجوز أن يقول قولا محكم ولا غير مستقيم وذلك أن أبا بكر إن كان إماما بعد الرسول " ص " ثم كان عمر بعد أبي بكر بطل أن يقال كان عمر إماما بعد الرسول (ص) فإن قالوا إن إمامته كانت من بعد وفاة الرسول (ص) وإن كانت قد تقدمته إمامة غيره قيل لهم أوليس كانت إمامة عثمان بعد عمر وهذا كله من بعد وفاة الرسول (ص) أفتوجبون الاقتداء بإمامة عثمان وعلي عليه السلام كما توجبون الاقتداء بإمامة أبي بكر وعمر أو تدفعون ذلك فإن دفعوه وجبت عليهم البراءة من إمامة عثمان وعلي عليه السلام وفي ذلك الدخول في كلمة الخوارج والالتحاق بالبراءة والخروج من جملة ما عليه فقهاء أصحاب الحديث والأثر وكفى بذلك خزيا لصاحبه وفضيحة وإن قالوا بل نقتدي بعثمان وعلي كسبيل الاقتداء بأبي بكر وعمر قيل لهم قد أطلتم الآن حديثكم وأفسدتم خبركم ونقضتم قولكم وتركتم أصلكم وما فائدتكم في هذا الخبر وقد أوجبتم الاقتداء بغيرهما كالاقتداء بهما ممن لم يأمر الرسول " ص " بالاقتداء بهم بعده كأمره بالاقتداء بهما فكيفما قصدوا ليصلحوا باطلهم ففيه فضيحتهم وإن احتجوا في الاقتداء بعثمان وعلي بالخبر المتخرص (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) قيل لهم فالآن حين ساويتم بين أبي بكر وعمر وبين الصحابة في الاقتداء فلا فضيلة لهما على غيرهما في هذه المنزلة وفائدة
(٣٦)