كثيرة من أبواب الشريعة وأنه لم يكن يحفظ القرآن وذلك مثل قوله إنكم أن تكلفوني ما كان رسول الله (ص) يقوم به لعجزت عنه فإن الرسول يأتيه الوحي من الله وكان موفقا مسددا وأني أقول من عند نفسي فإن أصبت فمن الله ورسوله وإن أخطأت فمن نفسي ومن كان يقول من عند نفسه والله سبحانه يقول (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) وقال (ما فرطنا في الكتاب من شئ) وقال (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة) فإذا كان قد أكمل الدين ولم يفرط في الكتاب من شئ ونزل الكتاب تبيانا لكل شئ فقد جمع العلم في كمال الدين والكتاب المبين، ثم لا يخلو ما كان يقوله من عند نفسه من أن يكون من الدين أو من غير الدين فإن كان من الدين فقد يجب بزعمكم الله بعث رسوله بشريعة ناقصة ودين غير كامل حتى أتم ذلك أبو بكر من عنده بخطأ أو بصواب وقائل هذا كافر بالله تعالى ورسوله، ومع ما يلزم من تكذيب الله تعالى في قوله (اليوم أكملت لكم دينكم) وهذا القول من أبي بكر يوجب أن الله لم يكمل الدين كما أخبر إذ احتاج أن يقول فيه من عند نفسه ومن كان كذلك فقد كذب الله سبحانه في أخباره ومن كذب الله مات كافرا بغير خلاف، أو أن يكون يقول إنه أكمل الدين كما أخبر ولم يحط أبو بكر بعلمه وكان غيره أعلم منه وفي هذا نقض لحجتهم أنه كان أعلمهم، وإن قالوا أن الذي كان يقوله أبو بكر من عند نفسه ليس هو من الدين قيل لهم فما حاجتنا إلى شئ ليس هو من الدين وإذا لم يكن من الدين فهو من البدع وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وكفى بهذا لصاحبه خزيا.
ومن ذلك إقراره على نفسه بالجهل أنه لما أراد جمع القرآن طلب على ذلك شهودا فدل بذلك على أنه لم يعرف القرآن ولو كان عارفا به لما احتاج إلى شهود عليه ولا إلى جمعه من عند غيره ومن لم يعرف تنزيل القرآن كان محالا أن يعرف تأويله ومن لم يعرف التنزيل ولا التأويل فهو