يرو ذلك أهل البيت وشيعتهم فلا حجة للحشوية ومن تابعهم في ذلك على مخالفيهم، وكذلك إذا رووا أهل البيت وشيعتهم آثارا من طرقهم وعن رجالهم المتصلين عن رجل من الحشوية ولم يرو ذلك الحشوية فلا حجة لشيعة أهل البيت في ذلك على الحشوية وإن كانت الرواية في نفسها كثيرة صحيحة محقة، وهذا هو وجه النصفة والنصيحة فإذا أجمعوا على رواية من طريقيهم المتضادين المختلفين فتكون تلك الرواية مما لا يشك في صحتها وعليها الفقهاء من الفريقين المعول في الاحتجاج والنظر عليهم، وإذا اختلفوا في رواية فروى كل فريق منهم من طريقه ضد ما رواه الفريق الآخر كان المعول في ذلك عند أهل النظر على الفحص عن الأسباب المتضادة بشواهد الكتاب ودلالات الأخبار المجمع عليها فأيهما ثبت وجوبه من المتضادين لزمت حجته وأيهما وجدت شواهده باطلة بطلت حجته ومهما لم توجد شواهد تحققه ولا علامات تبطله كان سبيله الوقوف فيها فلا يلزم الخصم فيها حجة يطالب فيها بواجب ثم يجب النظر بعد ذلك في معرفة الفريقين من نقلة الأخبار من أهل البيت عليهم السلام ومن الحشوية أيهما أولى بالاتباع عند وقوع التنازع والاختلافات فأيهما ثبت صدقة وصحت تزكيته من الرسول (ص) والأمر منه باتباعه منهما وجب قبول آثاره واطراح ما خالفها أو ضادها، وقد أجمعوا جميعا على الرواية في تزكية أهل البيت عليهم السلام وإشارة الرسول إليهم بالهدى والعبد من الضلالة والأمر منه باتباعهم والكينونة معهم فقال عليه السلام (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن أهل بيته عليهم السلام مع القرآن والقرآن مع أهل بيته عليهم السلام، وهذه دلالة الصحة على إن أهل بيته عليهم السلام معدن العلم إذ كان علموا ما يحتاج إليه في كتاب الله تعالى ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنهم قرناء القرآن
(١٢)