ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين ابن علي رضي الله عنه قال: ثم جمع عبيد الله بن زياد الناس إلى مسجد الكوفة، ثم خرج فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس! إنكم قد بلوتم آل سفيان فوجدتموهم على ما تحبون، وهذا يزيد قد عرفتموه أن حسن السيرة، محمود الطريقة، محسن إلى الرعية، متعاهد الثغور، يعطي العطاء في حقه، حتى إنه كان أبوه كذلك، وقد زاد أمير المؤمنين في إكرامكم، وكتب إلي يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار ومائتي ألف درهم أفرقها عليكم وأخرجكم إلى حرب عدوه الحسين بن علي، فاسمعوا له وأطيعوا - والسلام -.
قال: ثم نزل عن المنبر ووضع لأهل الشام العطاء فأعطاهم ونادى فيهم بالخروج إلى عمر بن سعد ليكونوا أعوانا له على قتال الحسين. قال: فأول من خرج إلى عمر بن سعد الشمر بن ذي الجوشن السلولي - لعنه الله - في أربعة آلاف فارس، فصار عمر بن سعد في تسعة آلاف، ثم أتبعه زيد بن ركاب الكلبي في ألفين، والحصين بن نمير السكوني في أربعة آلاف، والمصاب الماري في ثلاثة آلاف ونصر بن حربة في ألفين فتم له عشرون ألفا. ثم بعث ابن زياد إلى شبث (1) بن ربعي الرياحي [رجلا وسأل أن يوجه إلى عمر بن سعد، فاعتل بمرض، فقال له ابن زياد: أتتمارض؟ إن كنت في طاعتنا فأخرج إلى قتال عدونا] (2)، فخرج إلى