كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ١٢٦
عن أبيك وعن يزيد وأبيه! فقال ابن زياد: والله لا سألتك عن شيء أو تذوق الموت، فقال عبد الله بن عفيف: الحمد لله رب العالمين! أما إني كنت أسأل ربي عزو جل أن يرزقني الشهادة والآن فالحمد لله الذي رزقني إياها بعد الإياس منها وعرفني الإجابة منه لي في قديم دعائي! فقال ابن زياد: اضربوا عنقه! فضربت رقبته وصلب - رحمة الله عليه - (1).
قال: ثم دعا ابن زياد بجندب بن عبد الله الأزدي فقال: يا عدو الله! ألست صاحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم صفين؟ فقال: بلى والله يا بن زياد! أنا صاحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولا زلت له وليا ولا أبرأ إليك من ذلك. فقال ابن زياد: أظن أني أتقرب إلى الله تعالى بدمك، فقال جندب: والله ما يقربك دمي من الله ولكنه يباعدك منه، وبعد فإنه لم يبق من عمري إلا أقله وما أكره أن يكرمني الله بهوانك، فقال ابن زياد: أخرجوه عني فإنه شيخ قد خرف وذهب عقله! قال: فأخرج عنه وخلي سبيله.
قال: ثم قدم إليه سفيان بن يزيد، فقال له ابن زياد: ما الذي أخرجك علي يا بن المعقل؟ فقال له: بلغني أن أصحابك أسروا عمي فخرجت أدافع عنه، قال:
فخلى سبيله وراقب فيه عشيرته. ثم دعا بعبد الرحمن (2) بن مخنف الأزدي فقال له:
ما هذه الجماعة على بابك؟ فقال: أصلح الله الأمير! ليس على بابي جماعة وقد قتلت صاحبك الذي أردت وأنا لك سامع مطيع (3)، وإخوتي لك جميعا كذلك، قال: فسكت عنه ابن زياد ثم خلاه وخلى سبيل إخوته وبني عمه.
ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: ثم دعا ابن زياد زجر (4) بن قيس الجعفي فسلم إليه رأس الحسين بن علي

(1) في الطبري 5 / 459 فأرسل إليه من أتاه به (وكان فتية من الأزد انتزعوه فأتوا به بيته) فقتله وأمر بصلبه في السبخة (في ابن الأثير: في المسجد) فصلب هنالك.
(2) عن الطبري 5 / 459 وبالأصل: عبد الله.
(3) وكان عبد الرحمن بن مخنف الأزدي جالسا في المسجد عندما قام عبد الله بن عفيف الأزدي يرد كلام ابن زياد ويشتمه، فقال له عبد الرحمن: ويح غيرك، أهلكت نفسك، وأهلكت قومك.
(4) بالأصل: " زيد " وسيرد صحيحا، وما أثبت عن الطبري 5 / 459 زيد في الطبري: وكان معه أبو بردة بن عوف الأزدي وطارق بن أبي ظبيان الأزدي.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169