كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ٤٥
أصحابه يقال له عبد الله بن يربوع التميمي فقال: أصلح الله الأمير! ههنا خبر، فقال له [ابن] (1) زياد: وما ذاك؟ قال: كنت خارج الكوفة أجول على فرسي وأقلبه إذ نظرت إلى رجل قد خرج من الكوفة مسرعا يريد البادية، فأنكرته ثم لحقته وسألته عن حاله وأمره، فذكر أنه من أهل المدينة، ثم نزلت عن فرسي ففتشته فأصبت معه هذا الكتاب. قال: فأخذ عبيد الله بن زياد الكتاب ففضه وقرأه وإذا فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي، أما بعد فإني أخبرك أنه قد بايعك من أهل الكوفة نيف وعشرون ألفا، فإذا بلغك كتابي هذا فالعجل العجل، فإن الناس كلهم معك وليس لهم في يزيد بن معاوية رأي ولا هوى - والسلام -. قال: فقال ابن زياد:
أين هذا الرجل الذي أصبت معه هذا الكتاب؟ قال: بالباب. فقال: ائتوني به!
فلما دخل ووقف بين يدي ابن زياد فقال له: من أنت؟ قال: أنا مولى لبني هاشم، قال: فما اسمك؟ قال: اسمي عبد الله بن يقطين، قال: من دفع إليك هذا الكتاب؟ قال: دفعه إلي امرأة لا أعرفها. قال: فضحك عبيد الله بن زياد وقال:
أخبرني واحدة من ثنتين: إما أن تخبرني من دفع إليك هذا الكتاب، فتنجو من يدي، وإما أن تقتل. فقال: أما الكتاب فإني لا أخبرك من دفعه إلي، وأما القتل فإني لا أكرهه، فإني لا أعلم قتيلا عند الله أعظم ممن يقتله مثلك. قال: فأمر عبيد الله بن زياد بضرب عنقه، فضربت رقبته صبرا - رحمه الله -.
ثم أقبل على (2) محمد بن الأشعث وعمرو بن الحجاج وأسماء بن خارجة فقال: صيروا إلى هانئ بن عروة فاسألوه أن يصير إلينا فإنا نريد مناظرته.
ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد قال: فركب القوم وساروا إلى هانئ وإذا به جالس على باب داره، فسلموا عليه وقالوا له: ما الذي يمنعك من إتيان (3) هذا الأمير؟ فقد ذكرك غير مرة (4).
فقال: والله ما يمنعني من المصير إليه إلا العلة. فقالوا له: صدقت، ولكنه بلغه

(1) سقطت من الأصل.
(2) بالأصل: " على أبي محمد " خطأ.
(3) في الطبري: من لقاء الأمير.
(4) زيد في الطبري: " وقد قال: لو أعلم أنه شاك لعدته " وفي الإمامة والسياسة 2 / 9 أن عبيد الله قال:
ائتوني به وإن كان شاكيا.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169