فقال الحسين لهانئ وسعيد بن عبد الله الحنفي: خبراني من اجتمع على هذا الكتاب الذي كتب معكما إلي! فقالا: يا أمير المؤمنين! اجتمع عليه شبث (1) بن ربعي وحجار بن أبجر (2) ويزيد (3) بن الحارث ويزيد بن رويم (4) وعروة بن قيس وعمرو (5) بن الحجاج ومحمد بن عمير بن عطارد (6).
قال: فعندها قام الحسين فتطهر وصلى ركعتين بين الركن والمقام، ثم انفتل من صلاته وسأل ربه الخير فيما كتب إليه أهل الكوفة، ثم جمع الرسل فقال لهم:
إني رأيت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في منامي وقد أمرني بأمر وأنا ماض لأمره، فعزم الله لي بالخير، إنه ولي ذلك والقادر على إن شاء الله تعالى.
ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين (7)، سلام عليكم أما بعد فإن هانئ بن هانئ وسعيد بن عبد الله قدما علي بكتبكم فكانا آخر من قدم علي من عندكم (8)، وقد فهمت (9) الذي قد قصصتم وذكرتم ولست أقصر عما أحببتم، وقد بعثت (10) إليكم أخي وابن عمي وثقتي (11) من أهل بيتي مسلم (12) بن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد أمرته أن يكتب إلي بحالكم ورأيكم ورأي ذوي (13) الحجى والفضل منكم، وهو متوجه إلى ما قبلكم إن شاء الله تعالى والسلام ولا قوة إلا بالله، فإن كنتم على ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم