[أرمي بها معلمة (1) أفواقها * والنفس لا ينفعها أسواقها مسمومة تجري لها أحقابها * لتملأن أرضها رشاقها] قال: ثم لم يزل يرميهم حتى فنيت سهامه، ثم ضرب بيده إلى سيفه وجعل يقول:
[أنا الغلام التميمي البجلي * ديني على دين حسين بن علي (2) إن أقتل اليوم وهذا عملي * وذاك رأيي أو ألاقي أملي] ثم حمل فقاتل حتى قتل - رحمه الله - (3).
ثم خرج من بعده جنادة بن الحارث الأنصاري وهو يقول:
[أنا جناد وأنا ابن الحارث * لست بخوار ولا بناكث عن بيعتي حتى ترى موارث * اليوم سلوى في الصعيد ماكث] ثم حمل فلم يزل يقاتل حتى قتل - رحمه الله -.
وخرج من بعده ابنه عمرو بن جنادة وهو يقول:
[أصف الخناق من ابن هند وأرمد * من عاهة لفوارس الأنصار ومهاجرين مخضبين رماحهم * تحت العجاجة من دم الكفار حسنت على عهد النبي محمد * فاليوم تخضب من دم الفجار واليوم تخضب من دماء أراذل * رفض القرآن لنصرة الأقدار طلبوا بثأرهم ببدر إذ أتوا * بالمرهفات وبالقنا القتار والله ربي لا أزال مضاربا * في الفاسقين بمرهف بتار هذا على الأزدي حق واجب * في كل يوم تعانق وكرار] وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم كان أول من خرج منهم عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب وهو يقول: