كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ٩
ذكر كلام يزيد بن معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (1): أيها الناس! إن معاوية كان عبدا (2) من عباد الله، أنعم الله عليه ثم قبضه إليه، وهو خير ممن كان بعده، ودون ممن كان قبله، ولا أزكيه على الله، هو أعلم به مني، فإن عفا عنه فبرحمته (3)، وإن عاقبة فبذنبه، وقد وليت هذا الأمر من بعده، ولست أقصر عن طلب حق (4) ولا أعذر من تفريط في باطل، فإذا أراد الله شيئا كان - والسلام -. قال: ثم جلس فصاح الناس من كل جانب: سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين. قال: ثم تقدم إليه رجل (5) من وجوه أهل الشام حتى وقف بين يديه رافعا صوته وهو يقول:
اصبر يزيد فارقت ذا ثقة * واشكر حباء الذي بالملك أصفاكا لا رزء أعظم في الأقوام نعلمه * كما رزئت ولا عقبى كعقباكا أعطيت طاعة أهل الأرض كلهم * فأنت ترعاهم والله يرعاكا وفي معاوية الباقي لنا خلف * أما هلكت ولا نسمع بمنعاكا قال: وبايع الناس بأجمعهم يزيد بن معاوية وابنه معاوية بن يزيد من بعده، وفتح يزيد بيوت الأموال فأخرج لأهل الشام أموالا جزيلة، ففرقها عليهم (3)، ثم عزم على الكتب إلى جميع البلاد بأخذ البيعة له. قال: وكان على المدينة يومئذ مروان بن الحكم فعزله يزيد وولى مكانه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (7) وكتب إليه.
ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة من عبد الله يزيد بن معاوية أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة، أما بعد فإن

(1) انظر خطبته في مروج الذهب 3 / 80 والعقد الفريد 4 / 351.
(2) المروج والعقد: حبلا من حبال الله.
(3) المروج: إن يغفر الله له فهو أهله.
(4) المروج والعقد: ولست أعتذر عن جهل، ولا أشتغل بطلب علم.
(5) هو عبد الله بن همام السلولي كما في مروج الذهب 3 / 80 وانظر مقالته هناك. والأبيات أيضا وفي الكامل للمبرد باختلاف بعض الألفاظ.
(6) العبارة في مروج الذهب: ثم قام الناس يهنئونه بالخلافة، فلما ارتفع عن مجلسه أمر لكل واحد منهم بمال على مقداره في نفسه، ومحله في قومه، وزاد في عطائهم ورفع مراتبهم.
(7) في الطبري 5 / 338 ابن الأثير 2 / 529 ولي يزيد، وأمير المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.
وفي الإمامة والسياسة 1 / 225 خالد بن الحكم.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169