كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ٨٧
سمعت (1) مني بلغتك ما أرسلت به، وإن أبيت انصرفت عنك. فقال له أبو ثمامة الصائدي (2): فإني آخذ سيفك، فقال: لا والله لا يمس سيفي أحد، فقال أبو ثمامة: فتكلم بما تريد (3) ولا تدن من الحسين، فإنك رجل فاسق. قال: فغضب السبيعي ورجع إلى عمر بن سعد وقال: إنهم لم يتركوني أصل إلى الحسين فأبلغه الرسالة.
قال: فأرسل إليه قرة بن قيس الحنظلي (4) فأقبل، فلما رأى معسكر الحسين قال الحسين لأصحابه: هل تعرفون هذا؟ فقال حبيب بن مظاهر الأسدي: نعم هذا من بني تميم وقد كنت أعرفه بحسن الرأي، وما ظننت أنه يشهد هذا المشهد. قال:
وتقدم الحنظلي حتى وقف بين يدي الحسين فسلم عليه وأبلغه رسالة عمر بن سعد.
فقال: يا هذا، أعلم صاحبك عني أني لم أرد إلى ههنا حتى كتب إلي أهل مصركم أن يبايعوني ولا يخذلوني وينصروني، فإن كرهوني أنصرف (5) عنهم من حيث جئت. قال: ثم وثب إليه حبيب بن مظاهر (6) الأسدي، فقال: ويحك يا قرة!
عهدي بك وأنت حسن الرأي في أهل البيت فما الذي غيرك حتى أتيتنا في هذه الرسالة؟ فأقم عندنا وانصر هذا الرجل! فقال الحنظلي: لقد قلت الحق، ولكني أرجع إلى صاحبي بجواب رسالته (7) وأنظر في ذلك.
قال: فانصرف الحنظلي إلى عمر بن سعد وخبره بمقالة الحسين رضي الله عنه (8)، وكتب عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد بذلك (9)، فكتب إليه يحرضه على

(١) الطبري: سمعتم مني أبلغتكم... وإن أبيتم.
(٢) في الأصل: " الصيداوي " وما أثبت عن الطبري.
(٣) زيد في الطبري: وأنا أبلغه عنك.
(٤) ذكر في الأخبار الطوال إيفاده إلى الحسين، ولم يأت على ذكر السبيعي (الشعبي).
(٥) بالأصل: " انصرفت " وانظر رد الحسين بن علي (رض) على قرة في الأخبار الطوال ص ٢٥٣ وفيها زيادة واختلاف.
(٦) بالأصل " مطهر ".
(٧) عن الطبري، وبالأصل " الرسالة ".
(٨) زيد في الطبري ٥ / ٤١١ " فقال له عمر بن سعد: إني لأرجو أن يعافيني الله من حربه وقتاله " وانظر الأخبار الطوال ص ٢٥٤.
(9) نسخة كتابه في الطبري 5 / 411 وفيه: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإني نزلت بالحسين بعثت إليه رسولي، فسألته عما أقدمه، وما ذا يطلب ويسأل، فقال: كتب إلي أهل هذه البلاد وأتتني رسلهم، فسألوني القدوم ففعلت، فأما إذ كرهوني فبدا لهم غير ما أتتني به رسلهم فأنا منصرف عنهم.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169