كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ٣٨
حاربني (1)، فقد أنصف القارة من راماها (2)، يا أهل البصرة! إن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية قد ولاني الكوفة وأنا سائر إليها غدا إن شاء الله تعالى، وقد استخلفت عليكم أخي عثمان بن زياد، فإياكم والخلاف والإرجاف (3)، فو الذي لا إله إلا هو!
لو بلغني عن رجل منكم خلاف لأقتلنه ولأقتلن عريفه (4)، ولآخذن الأدنى بالأقصى حتى يستقيموا لي، فاحذروا أن يكون فيكم مخالف أو مشاق، فأنا ابن زياد (5) الذي لم ينازعني عم ولا خال - والسلام -. قال: ثم نزل من المنبر.
فلما كان من الغد نادى في الناس وخرج من البصرة يريد الكوفة ومعه مسلم بن عمرو الباهلي والمنذر بن الجارود العبدي (6) وشريك بن الأعور الحارثي وحشمه وأهل بيته (6)، فلم يزل يسير حتى بلغ قريبا من الكوفة.
ذكر [مسير] عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها قال: فلما تقارب عبيد الله بن زياد من الكوفة نزل، فلما أمسى وجاء الليل دعا بعمامة غبراء (7) واعتجر بها ثم تقلد سيفه وتوشح قوسه وتكنن كنانته وأخذ في يده قضيبا واستوى على بغلته الشهباء، وركب معه أصحاب، وأقبل حتى دخل الكوفة من

(١) عن الطبري، وبالأصل " نادبني ".
(٢) عن الطبري والأخبار الطوال، وبالأصل " القادة من رأياها " والقارة قوم رماة من العرب، وفي المثل:
قد أنصف القارة من راماها، وقد زعموا أن رجلين التقيا أحدهما قاري والآخر أسدي. فقال القاري:
إن شئت صارعتك، وإن شئت سابقتك وإن شئت راميتك فقال اخترت المراماة. فقال القاري: قد أنصفتني وأنشد:
قد أنصف القارة من راماها * إنا إذا ما فئة تلقاها ترد أولاها على أخراها ثم انترع له سهما فشك فؤاده.
(٣) عن الطبري والأخبار الطوال، وبالأصل " الجلاف ".
(٤) عن الطبري، وبالأصل " وعريقه ".
(٥) زيد في الطبري: أشبهته من بين وطئ الحصى ولم ينتزعني شبه خال ولا ابن عم.
وفي الأخبار الطوال ص ٢٣٢: حتى تستقيموا، وقد أعذر من أنذر.
(٦) عن الطبري، ومكانها بالأصل: " وعبد الله بن شريك " وفي الأخبار الطوال: وخرج معه من أشراف أهل البصرة شريك بن الأعور والمنذر بن الجارود.
(7) في الطبري ومروج الذهب: عمامة سوداء.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169