كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ١٥٠
ابتداء حرب وأقم (1) وما قتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي قال: ولما بلغ يزيد بن معاوية ما فيه عبد الله بن الزبير من بيعة الناس له واجتماعهم إليه، دعا بعشرة نفر من وجوه أصحابه (2)، منهم النعمان بن بشير الأنصاري، وشريك بن عبد الله الكناني، وزمل بن عمرو العذري (3)، ومالك بن هبيرة السكوني، وعبد الله بن عضأة الأشعري، وروح بن زنباع الجذامي، وأبو كبشة السكسكي، وسعيد بن عمرو الهمداني، وعبد الله بن مسعدة الفزاري، وعبد الرحمن بن مسعود الفزاري (4)، فدعا بهؤلاء العشرة ثم قال لهم: إن عبد الله بن الزبير قد تحرك بالحجاز وأخرج يده من طاعتي ودعا الناس إلى سبي وسب أبي، وقد اجتمعت إليه قوم يعينونه على ذلك، ويزينون له أمره. وأنا أكره البغي عليه قبل الاعتذار إليه، ولكن صيروا إليه! فإذا دخلتم عليه فعظموا حقه وحق أبيه الزبير، وخبروه بالذي بلغني عنه وسلوه بعد ذلك أن يلزم الطاعة ولا يفارق الجماعة وأن يرجع إلى الأمر الذي خرج منه، وعليكم بالرفق والتأني (5)، فإن أجاب إلى ذلك فخذوا بيعته وانصرفوا عنه، وإن أبى إلا العداوة وشق العصا فخوفوه وحذروه ما نزل بالحسين بن علي. وليس الزبير عندي بأفضل من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولا ابنه عبد الله بأفضل من الحسين بن علي، وانظروا أن لا تلبثوا عنده فإني متعلق القلب بورود خبركم علي ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال: فخرج القوم من الشام وساروا إلى مكة ودخلوا على عبد الله بن الزبير،

(١) وأقم: أطم من أطام المدينة، وحرة وأقم إلى جانبه. وفي هذه الحرة كانت وقعة الحرة المشهورة سنة ٦٣.
(٢) في الأخبار الطوال ص ٢٦٣: من أشراف أهل الشام. وفيه ص ٢٦٢ أن يزيد كان قدم إلى ابن الزبير رجلا من عشرة نفر من حرسه وقال له: انطلق فانظر ما عنده، فإن في الطاعة فخذه بالبيعة، وإن أبى فضع في عنقه جامعة وائتني به. وأتاه الحرسي، فقال له ابن الزبير: انصرف إلى صاحبك فأعلمه أني لا أجيبه إلى شيء مما يسألني. قال الحرسي: ألست في الطاعة. قال: بلى غير أني لا أمكنك من نفسي. فانصرف الحرسي إلى يزيد وأخبره بذلك.
(٣) بالأصل: " رمل بن عمرو المعذري " والتصويب عن الإصابة.
(٤) فيمن ذكر في الأخبار الطوال: مسلم بن عقبة.
(٥) في الأخبار الطوال: فقال لهم (يعني يزيد): انطلقوا فأعيدوه إلى الطاعة والجماعة وأعلموه أن أحب الأمور إلي ما فيه السلامة.
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169