ابتداء حرب وأقم (1) وما قتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي قال: ولما بلغ يزيد بن معاوية ما فيه عبد الله بن الزبير من بيعة الناس له واجتماعهم إليه، دعا بعشرة نفر من وجوه أصحابه (2)، منهم النعمان بن بشير الأنصاري، وشريك بن عبد الله الكناني، وزمل بن عمرو العذري (3)، ومالك بن هبيرة السكوني، وعبد الله بن عضأة الأشعري، وروح بن زنباع الجذامي، وأبو كبشة السكسكي، وسعيد بن عمرو الهمداني، وعبد الله بن مسعدة الفزاري، وعبد الرحمن بن مسعود الفزاري (4)، فدعا بهؤلاء العشرة ثم قال لهم: إن عبد الله بن الزبير قد تحرك بالحجاز وأخرج يده من طاعتي ودعا الناس إلى سبي وسب أبي، وقد اجتمعت إليه قوم يعينونه على ذلك، ويزينون له أمره. وأنا أكره البغي عليه قبل الاعتذار إليه، ولكن صيروا إليه! فإذا دخلتم عليه فعظموا حقه وحق أبيه الزبير، وخبروه بالذي بلغني عنه وسلوه بعد ذلك أن يلزم الطاعة ولا يفارق الجماعة وأن يرجع إلى الأمر الذي خرج منه، وعليكم بالرفق والتأني (5)، فإن أجاب إلى ذلك فخذوا بيعته وانصرفوا عنه، وإن أبى إلا العداوة وشق العصا فخوفوه وحذروه ما نزل بالحسين بن علي. وليس الزبير عندي بأفضل من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولا ابنه عبد الله بأفضل من الحسين بن علي، وانظروا أن لا تلبثوا عنده فإني متعلق القلب بورود خبركم علي ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال: فخرج القوم من الشام وساروا إلى مكة ودخلوا على عبد الله بن الزبير،