كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ٩٠
عمر (1) بن سعد في ألف فارس بعد أن أكرمه ابن زياد وأعطاه وحباه، وأتبعه بحجار بن أبجر (2) في ألف فارس، فصار عمر بن سعد في اثنين وعشرين ألفا ما بين فارس وراجل.
ثم كتب ابن زياد إلى عمر بن سعد أنى لم أجعل لك علة في قتال الحسين من كثرة الخيل والرجال، فانظر أن لا تبدأ أمرا حتى تشاورني غدوا وعشيا مع كل غاد ورائح - والسلام -.
قال: وكان عبيد الله بن زياد في كل وقت يبعث إلى عمر بن سعد ويستعجله في قتال الحسين، قال: والتأمت العساكر إلى عمر بن سعد لست مضين من المحرم.
وأقبل حبيب بن مظاهر (3) الأسدي إلى الحسين بن علي فقال: ههنا حي من بني أسد بالقرب مني أو تأذن لي أن أسير إليهم أدعوهم إلى نصرتك فعسى الله أن يدفع بهم عنك بعض ما تكره! فقال له الحسين: قد أذنت لك يا حبيب! قال:
فخرج حبيب بن مظاهر في جوف الليل منكرا حتى صار إلى أولئك القوم، فحياهم وحيوه وعرفوا أنه من بني أسد، فقالوا: ما حاجتك؟ يا بن عم! فقال: حاجتي إليكم قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم، أتيتكم أدعوكم إلى نصرة ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه في عصابة من المؤمنين، الرجل منهم خير من ألف رجل، لن يخذلوه ولن يسلموه، وفيهم عين نظرت، وهذا عمر (1) بن سعد قد أحاط به في اثنين وعشرين ألف وأنتم قومي وعشيرتي، وقد جئتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم في نصرته تنالون غدا شرفا في الآخرة، فإني أقسم بالله أنه لا يقتل منكم رجل مع ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صابرا محتسبا إلا كان رفيق محمد صلى الله عليه وآله وسلم في أعلى عليين. قال:
فوثب رجل من بني أسد يقال له بشر بن عبيد الله، فقال: والله أنا أول من أجاب إلى هذه الدعوة، ثم أنشأ يقول:
قد علم القوم إذا تواكلوا * وأحجم الفرسان أو تناصلوا

(١) بالأصل: عمرو (٢) عن الأخبار الطوال، وبالأصل " حجاب بن الحر ". (٣) بالأصل " مطهر " وفي الأخبار الطوال: مظهر.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169