عمر (1) بن سعد في ألف فارس بعد أن أكرمه ابن زياد وأعطاه وحباه، وأتبعه بحجار بن أبجر (2) في ألف فارس، فصار عمر بن سعد في اثنين وعشرين ألفا ما بين فارس وراجل.
ثم كتب ابن زياد إلى عمر بن سعد أنى لم أجعل لك علة في قتال الحسين من كثرة الخيل والرجال، فانظر أن لا تبدأ أمرا حتى تشاورني غدوا وعشيا مع كل غاد ورائح - والسلام -.
قال: وكان عبيد الله بن زياد في كل وقت يبعث إلى عمر بن سعد ويستعجله في قتال الحسين، قال: والتأمت العساكر إلى عمر بن سعد لست مضين من المحرم.
وأقبل حبيب بن مظاهر (3) الأسدي إلى الحسين بن علي فقال: ههنا حي من بني أسد بالقرب مني أو تأذن لي أن أسير إليهم أدعوهم إلى نصرتك فعسى الله أن يدفع بهم عنك بعض ما تكره! فقال له الحسين: قد أذنت لك يا حبيب! قال:
فخرج حبيب بن مظاهر في جوف الليل منكرا حتى صار إلى أولئك القوم، فحياهم وحيوه وعرفوا أنه من بني أسد، فقالوا: ما حاجتك؟ يا بن عم! فقال: حاجتي إليكم قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم، أتيتكم أدعوكم إلى نصرة ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه في عصابة من المؤمنين، الرجل منهم خير من ألف رجل، لن يخذلوه ولن يسلموه، وفيهم عين نظرت، وهذا عمر (1) بن سعد قد أحاط به في اثنين وعشرين ألف وأنتم قومي وعشيرتي، وقد جئتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم في نصرته تنالون غدا شرفا في الآخرة، فإني أقسم بالله أنه لا يقتل منكم رجل مع ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صابرا محتسبا إلا كان رفيق محمد صلى الله عليه وآله وسلم في أعلى عليين. قال:
فوثب رجل من بني أسد يقال له بشر بن عبيد الله، فقال: والله أنا أول من أجاب إلى هذه الدعوة، ثم أنشأ يقول:
قد علم القوم إذا تواكلوا * وأحجم الفرسان أو تناصلوا