كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ١٢١
الحسين في وقته ذلك قد نهكته العلة فجعل يقول: ألا! إن هؤلاء يبكون وينوحون من أجلنا فمن قتلنا.
ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها قال خزيمة الأسدي (1): ونظرت إلى زينب بنت علي رضي الله عنه يومئذ ولم أر حفرة قط أفصح منها كأنها تنطق عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأومأت (2) إلى الناس أن اسكتوا! فارتدت الأنفاس، ثم قالت: الحمد لله وصلواته على أبي محمد رسول الله وعلى آله الطاهرين الأخيار، أما بعد! يا أهل الكوفة! يا أهل الختل والخذل! [أتبكون] (3) فلا رقت لكم دمعة، إنما مثلكم كمثل التي! نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم " [ألا] (3) بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم، وفي العذاب أنتم خالدون أتبكون وتنتحبون! أي والله فابكوا كثيرا (4) واضحكوا قليلا، كل ذلك بانتهاك كم حرمة ابن خاتم الأنبياء وسيد شباب أهل الجنة غدا وملاذ حضرتكم ومفزع نازلتكم ومنار حجتكم ومدرة سنتكم، ألا ساء ما تزرون، وبعدا لكم وسحقا! فلقد خاب السعي، وتبت الأيدي، وخسرت الصفقة، وتوليتم بغضب الله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة، [أتدرون] (5) ويلكم يا أهل الكوفة! أي كبد (6) لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فريتم وأي دم له سفكتم، وأي حريم له ورثتم! وأي حرمة له انتهكتم (لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا) (7) لقد جئتم بها خرقاء شوهاء طلاع الأرض أفعجبتم إن أمطرت (8) السماء دما! ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تنصرون. فلا يستخفنكم المهل ولا يحقره البدار، ولا يخاف [عليه] فوت الثأر، كلا! إن ربك لبالمرصاد. قال خزيمة (9): فو الله! لقد رأيت

(1) عن الدر المنثور في طبقات ربات الخدود، وبالأصل: بشر بن حريم.
(2) بالأصل: " أو مت ".
(3) زيادة عن المقتل.
(4) بالأصل: طويلا.
(5) زيادة عن المقتل.
(6) في الأصل: " كيد " خطأ.
(7) سورة مريم الآية 89 و 90.
(8) بالأصل: " فطرت " وما أثبت عن الدر المنثور.
(9) بالأصل: " بشر " وقد تقدمت الإشارة إليه في بداية كلام زينب بنت علي (رض).
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169