ثم أعلن عبد الله بن الزبير ما هو فيه، وأرسل إلى سعد مولى عتبة بن أبي سفيان وهو متحصن بالطائف، فأرسل إليه بقوم فحاصروه حتى استنزلوه في خمسين رجلا من أصحابه من شيعة يزيد بن معاوية، فأتوا بهم إليه فأمر بحبسهم، ويقال:
إنه قتلهم عن آخرهم - والله أعلم -.
قال: ثم أقبل حتى نزل دار البلاط بمكة فجعلها دار إمارته. قال: وتفرق كل من كان بمكة من شيعة بني أمية خوفا على أنفسهم، فصاروا إلى الشام، وأنشأ بعض أهل مكة يقول:
[بلى أم حمد ما تحمد أهله * فكيف بذي وجد من القوم آلف من أجل أبي بكر جلت عن بلادها * أمية والأيام دار تعارف وقد حل في دار البلاط مطوع * قبول على الأرحام ليس بعاطف وعما قليل سوف يأتي بيثرب * عليها من الأبطال ذات زواحف] قال: وبلغ أهل المدينة أن عبد الله بن الزبير بايعه أهل مكة والطائف وسائر الحجاز فوثبوا على عاملهم عمرو بن سعيد بن العاص (1) فأخرجوه من المدينة، وأخرجوا من كان معه من بني أمية فطردوهم بأجمعهم وبايعوا عبد الله بن الزبير (2).