كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ١٦٠
حرب أهل الشام، فأبى عبد الله بن حنظلة أصحابه وجعل على ميمنته يعقوب بن طلحة بن عبيد الله (1)، وعلى ميسرته أبو جهم بن حذيفة العدوي (2)، وعلى الجناح عبد الله بن خزيمة بن أبي ثابت (3) الأنصاري، وعبي مسلم بن عقبة أصحابه عن المدينة. قال: فاختلطوا واقتتلوا. فوقعت الهزيمة على أهل المدينة، فقتل منهم مقتلة عظيمة، فأما المقتل فقيل إنهم لما انهزموا أخذهم السيف فقتل من أولاد المهاجرين ألف وثلاثمائة وقتل من أبناء الأنصار ألف وسبعمائة، ومن العبيد والموالي وسائر الناس ثلاثة آلاف وخمسمائة: فتلك ستة آلاف وخمسمائة رجل (4) ودخل أهل الشام إلى المدينة بالسيف فجعلوا يقتلون كل من يقدرون عليه من صغير أو كبير، ثم وضعوا الغارة على أهل المدينة فأغاروا عليها ثلاثة أيام ولياليها وفجروا بالنساء. قال أبو سعيد الخدري: فو الله ما سمعنا الأذان بالمدينة منذ ثلاثة أيام إلا من قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال: ومسلم بن عقبة المري قد وضع له سرير على باب المسجد وكل من أتي به ضرب عنقه. قال: فبينما هو كذلك إذا أتي بأبي جهم بن حذيفة (5) العدوي وهو ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له مسلم بن عقبة: من أنت؟ فقال:
أنا أبو جهم بن حذيفة العدوي! قال: وتتكنى علي وتقول أنا أبو جهم [بن حذيفة، بايع الآن يزيد بن معاوية على أنك عبد من عبيده! فقال أبو جهم] يا سبحان [الله] كيف أكون عبدا ليزيد وأنا رجل من قريش معروف الحسب والنسب! فقال مسلم بن عقبة: اضربوا عنقه! فقال: إني أبايع على ما تأمرني به، فقال: لا والله لا أقبلك، ثم قدمه فضرب عنقه (6). ثم أتى بعبد الرحمن بن سمرة بن جندب، فقال

(١) بالأصل: عبد الله خطأ.
(٢) كذا بالأصل، وفي الطبري: محمد بن أبي الجهم بن حذيفة العدوي.
(٣) الصواب: ثابت، ولم نجد لخزيمة بن ثابت ولدا اسمه عبد الله.
(٤) في عدد من قتل من أهل المدينة أقوال. قال خليفة بن خياط في تاريخه ص ٢٥٠: فجميع من أصيب من الأنصار مئة رجل وثلاثة وسبعون رجلا، وجميع من أصيب من قريش والأنصار ثلاثمئة رجل وستة رجال.
وقد ذكر خليفة ص ٢٤٠ وما بعدها أسماء من قتل يوم الحرة. وانظر في عدد من قتل ابن الأثير ٢ / ٦٠٠ سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٢٠ العقد الفريد ٤ / ٣٩٠ مروج الذهب ٣ / ٨٥ النجوم الزاهرة ١ / ١٦١ الإمامة والسياسة ١ / ٢٣٧ البداية والنهاية ٨ / ٢٢٠ والمعرفة والتاريخ ٣ / ٣٢٥.
(٥) بالأصل: عمرو خطأ، وقد مر أنه محمد بن أبي جهم.
(٦) انظر في كيفية مقتله الأخبار الطوال ص ٢٦٦ والإمامة والسياسة 2 / 15.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169