عليا وولده؟ فقال: إني أحبهم بمحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم، وأما نصرتي لمسلم بن عقيل فلم أفعل، وهذا عمرو بن حريث المخزومي يعلم ذلك، وهو شيخ أهل الكوفة يعلم أني كنت في ذلك الوقت لازما لمنزلي. قال: واستحيى عمرو بن حريث أن يشهد على رجل مسلم في ذلك الوقت بين يدي عبيد الله بن زياد فيقتل، غير أنه قال: صدق أيها الأمير لم يقاتل مع مسلم بن عقيل، ولقد كذب عليه في هذا (1)، فإن رأى الأمير أن لا يعجل عليه فإنه من أبناء المهاجرين. قال: فرفع عبيد الله بن زياد - لعنه الله - قضيبا كان بين يديه فاعترض به وجه المختار فشتر (2) به عينه فصار المختار أشتر في ذلك الوقت، ثم قال: يا عدو الله! لو لا شهادة عمرو بن حريث لضربت عنقك. ثم قال: انطلقوا به إلى السجن! قال: فمضوا به إلى السجن.
قال: وبلغ ذلك (3) عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو ختن المختار على أخته صفية بنت أبي عبيد فاغتم لذلك، قال: وجزعت أيضا أخت المختار لحبس أخيها بالكوفة وأيقنت عليه من عبيد الله بن زياد أن يقتله. قال:
[فسألت أخت المختار زوجها عبد الله بن عمر أن يشفع في أخيها، فكتب عبد الله إلى يزيد كتابا يشفع في صهره (4). فقال يزيد لما قرأ الكتاب: ويشفع أبو عبد الرحمن في صهره فإنه أهل ذلك، فأمر كاتبه فكتب إلى عبيد الله بن زياد: أما بعد فخل سبيل المختار ساعة (5) تنظر في كتابي هذا - والسلام - قال: فلما قرأ عبيد الله بن زياد كتاب يزيد بعث إلى المختار وأخرجه من