قال: وبلغ ذلك ابن الزبير فأرسل إلى عبد الله بن حنظلة (1) بن أبي عامر الغسيل - غسيل الملائكة - فولاه المدينة، قال: فخلت مكة والمدينة من بني أمية.
قال: وجعل عبد الله بن حنظلة أمير المدينة يشتم يزيد بن معاوية ويظهر عيب يزيد وعيب بني أمية، ويقول فيهم ويقذفهم بكل عجيب. فقال له مسلم: أيها الأمير!
مهلا عن بني أمية، فإنك تعلم أنك قدمت على معاوية فأجلست معه على سريره ورد عليك صدقة أبيك ثم قضى حوائجه وأمر له بمائة ألف درهم، ثم إنك قصدت ابنه يزيد فأجلست أيضا على سريره وأكرمك، فو الله ما كافيت ابنه يزيد ولا معاوية، ما لك ولبني أمية تشتمهم وتظهر عيبهم وأنت لا تدري ما يكون في عاقبة هذا الأمر، فقال له عبد الله: اسكت ويحك يا مسلم! فو الله ما خرجت بسيفي وطردت بني أمية عن المدينة حتى كنت أصعد إلى سطح بيتي في جوف الليل فأخاف أن ينحروني