كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ١١
أبي بكر (1) وعبد الله بن الزبير فادعهم إلى البيعة مع أني أعلم أن الحسين بن علي خاصة لا يجيبك إلى بيعة يزيد أبدا ولا يرى له عليه طاعة، ووالله إن لو كنت في موضعك لم أراجع الحسين بكلمة واحدة حتى أضرب رقبته كائنا في ذلك ما كان.
قال: فأطرق الوليد بن عتبة إلى الأرض ساعة ثم رفع رأسه وقال: يا ليت الوليد لم يولد ولم يكن شيئا مذكورا! قال: ثم دمعت عيناه فقال له عدو الله مروان: أوه أيها الأمير! لا تجزع مما قلت لك فإن آل أبي تراب هم الأعداء في قديم الدهر لم يزالوا، وهم الذين قتلوا الخليفة عثمان بن عفان، ثم ساروا إلى أمير المؤمنين فحاربوه، وبعد فإني لست آمن أيها الأمير! إنك إن لم تعاجل الحسين بن علي خاصة أن تسقط منزلتك عند أمير المؤمنين يزيد، فقال له الوليد بن عتبة: مهلا!
ويحك يا مروان عن كلامك هذا! وأحسن القول في ابن فاطمة فإنه بقية ولد النبيين.
قال: ثم بعث الوليد بن عتبة إلى الحسين بن علي وعبد الرحمن بن أبي بكر (2) وعبد الله بن عمر (3) وعبد الله بن الزبير فدعاهم، فأقبل إليهم الرسول، والرسول [عبد الله بن -] (4) عمرو بن عثمان بن عفان لم يصب القوم في منازلهم، فمضى نحو المسجد فإذا القوم عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسلم عليهم ثم قام وقال: أجيبوا الأمير! فقال الحسين: يفعل الله ذلك إذا نحن فرغنا عن مجلسنا هذا إن شاء الله (5). قال: فانصرف الرسول إلى الوليد فأخبره بذلك.
وأقبل عبد الله بن الزبير على الحسين بن علي وقال: يا أبا عبد الله! إن هذه ساعة لم يكن الوليد بن عتبة يجلس فيها للناس، وإني قد أنكرت ذلك وبعثه في هذه الساعة إلينا ودعاءه إيانا لمثل هذا الوقت، أترى في أي طلبنا؟ فقال له الحسين: إذا

(١) كذا وقد أشرنا إلى وفاته قبل زمن.
(٢) كذا. وقد أشرنا إلى أنه قد مات قبل ذلك بزمن.
(٣) في الطبري وابن الأثير ذكر أنه أرسل فقط إلى الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير ولم يأتيا على ذكر عبد الله بن عمر.
(٤) زيادة عن الطبري وابن الأثير والأخبار الطوال والإمامة والسياسة.
زيد في الأخبار الطوال: وهو حينئذ غلام حين راهق.
(٥) في الأخبار الطوال: فقالا للغلام: انطلق، فإنا صائران إليه على إثرك.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169