كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ٢٢
مضين من شهر شعبان (1) في سنة ستين، فجعل يسير ويقرأ هذه الآية: (فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين) (2)، فقال له ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب: يا بن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! لو عدلنا عن الطريق وسلكنا غير الجادة كما فعل عبد الله بن الزبير كان عندي الرأي، فإنا نخاف أن يلحقنا الطلب!
فقال له الحسين: لا والله يا بن عمي! لا فارقت هذا الطريق أبدا أو أنظر إلى أبيات مكة أو يقضي الله في ذلك ما يحب ويرضى، ثم جعل الحسين يتمثل بشعر يزيد بن المفرغ الحميري وهو يقول (3):
لا سهرت السوام في فلق الصب‍ * ح مضيئا ولا دعيت يزيدا (4) يوم أعطى من المخافة ضي‍ * ما والمنايا يرصدنني أن أحيدا قال: فبينما الحسين كذلك بين المدينة ومكة إذا استقبله عبد الله بن مطيع العدوي (5) فقال: أين تريد أبا عبد الله جعلني الله فداك! قال: أما (6) في وقتي هذا أريد مكة، فإذا صرت إليها استخرت الله تعالى في أمري بعد ذلك. فقال له

(١) في الطبري: ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب.
(٢) سورة القصص الآية ٢١.
(٣) من أبيات في الطبري ٥ / ٣٤٢ ابن الأثير ٢ / ٥٣١ الشعر والشعراء ص ١ / ٣٢٢ مروج الذهب ٣ / ٦٧ تهذيب ابن عساكر ٤ / ٣٢٩ الأغاني ٨ / ٢٨٧ باختلاف في الألفاظ.
(٤) قبله:
حتى ذا الزور وانهه أن يعودا * إن بالباب حارسين قعودا (٥) ورد خبر استقبال عبد الله بن مطيع العدوي في الأخبار الطوال ص ٢٢٨ وابن الأثير 2 / 533. وقد تقدم قبل قليل أن الوليد بن عتبة قد حبس عبد الله بن مطيع بعد خروج ابن الزبير من المدينة. وأنه كتب إلى يزيد أن بني عدي قد أخرجوه عنوة من السجن وأخبره بامتناع الحسين بن علي (ر ض) عن البيعة.
الرواية يعني رواية سجن ابن مطيع - ضعيفة من وجوه:
- اتفاق الروايات على خروج الحسين بن علي من المدينة بعد ابن الزبير بليلة.
- لقاؤه ابن مطيع قادما من مكة إلى المدينة، والمفترض حسب رواية ابن الأعثم أن يكون في السجن.
- وإن كان قد أخرج من السجن، كيف انتقل من المدينة إلى مكة وعاد منها والتقى الحسين بن علي خلال الطريق، وقد خرج الحسين بن علي بعد ابن الزبير بليلة. هذا يضعف رواية ابن الأعثم، ويضعف خبر رسالة الوليد إلى يزيد بشأن قضية السجن، وامتناع الحسين عن البيعة.
(6) في ابن الأثير: أما الآن فمكة.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169