والسنن بوقتها صحيحة حقيقية هل كان لابي هريرة وغيره الذي لم يصاحب رسول الله إلا بضعة أيام أن يضعوا مئات الآلاف من الأحاديث تحت سمع وبصر معاوية. وهل بقي اختلاف في الروايات يفعل بها ذوو الأهواء والآراء كيفما يشاءون حسب رغباتهم من أهل المطامع من آل بني سفيان وآل مروان وغيرهم الذين لا يهمهم الاسلام بقدر ما تهمهم مناصبهم وصروحهم ومن جاء بعدهم؟
وهل فرقت الأحاديث الصحيحة والروايات التي تقوم عليها سنن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وهل لأعداء رسول الله وأعداء آله ان يسندوا لهم أي فضيلة وحسنة إلا ما يؤيد ملكهم ويحسن سمعتهم؟ ومن سياسته القوية انه رغم أنه كان من المعارضين لحملة أسامة بقيادة أسامة ولكنه لما خلا له الجو بالخلافة خالف البقية معلنا أن رسول الله أراد ذلك فلا بد من ابرام ما أراد رسول الله على نفس الشاكلة وبنفس القيادة ولا شك في أن هذه السياسة دلت على حكمته وحنكته السياسية إذ لم تكن فيها من الناحية السياسة أي اثر سيئ على امارته وخلافته رغم مخالفة البعض بل أحكمت خلافته من الناحية الدينية على أنه انما أراد ذلك اتباعا لأوامر رسول الله باعتباره خليفته وكان من المخالفين عمر ولكن أقنعه على ذلك وكان أبو بكر دائما متفقا مع عمر من الناحية السياسية إذ لهما نفس الغاية والسياسة. وعمر هو الذي كان يحمل سيفه صباح توفي رسول الله وهو يمشي في المدينة ويهدد كل من قال إن رسول الله قد مات بل قال انما ذهب لربه كما ذهب موسى وسيعود، وما ان حضر أبو بكر ورقى المنبر وقال: من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فالله حي لا يموت. هنا سكت عمر إذ بلغ المراد الذي من اجله أسكت الناس حتى لا يعود بعد اعتقادهم بموت نبيهم التحري عن خليفته، ولما يتهيأ الامر لأبي بكر وأنصاره لإعلان الخلافة وأخذ البيعة. ولا شك أن التمهيدات لاخذ البيعة كما مر كانت مدبرة من وراء الستار فقسم كان على عاتق أبي بكر وأنصاره وقسم كان على عاتق عائشة وأنصارها. وهي التي أهابت ببني هاشم يوم وفاته: