الاسلامي هذا هو ظاهر الامر واما الحقيقة فان الفترة القصيرة بين وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتسنمه الخلافة قصيرة جدا والأحاديث والروايات تغير النظر بالنسبة لأحقيته بالخلافة بعد أن أكد رسول الله في كل مجلس حان له وفي كل واقعة، ما لعلي من الفضل لإمامة الأمة في هذه الفترة القصيرة ووجود الصحابة من أنصار ومهاجرين لا يمكن أبدا تحريف وتبديل ينتهي بتحويل الامر له واخذه من علي وعترة آل محمد، فما هي السياسة؟
سرعان ما يمر زمن فيه يبتعد من ابتعد من الصحابة ومن حضر رسول الله، ويهاجر من هاجر لمصر والعراق والشام واليمن وغيرها ومن قتل منهم حتى إذا مر زمان طويل والامر بيده أو بيد أنصاره أمكن ما يمكن وضعه وجمعه بحيث لا ينافي مقتضيات سياسته كما عمل بعده عمر نفس العمل وأوقف جمع الأحاديث، وضايق صحابة رسول الله من الخروج والتحدث ومن كان يجرؤ أن يتحدث شيئا يخالف سياسة عمر وهو المعروف بالصرامة والغلظة ولا يهمه ان يفتك لتثبيت سياسته بأي كان. الم يقتل ابنه عبد الرحمن بتجديده الحد (1) عليه وهو مريض يتوسل اليه " أبتي! لقد أقيم علي الحد! " ولكن هيهات فهذه من أقوى ما يسدد به سياسته ويزيد هيبته ويخوف اصدقاءه وخصومه ولكن من جهة أخرى يبسط بساط الرحمة لآل أمية ويدنيهم ويهيئ لهم ولذويهم بساط الخلافة والسلطة.
فعثمان في المدينة، ومعاوية في الشام وغيرهما في الأكناف والأطراف أحرار يذهبون ويؤوبون بينما ترى بني هاشم وآل الرسول تحفهم المراقبة الشديدة. وهل صح تنبؤ أبي بكر وقوله: إن الأمة مشغولة مع الأعداء فلا داعي لجمع الحديث؟ هل يقبل ذلك العقلاء؟ ألم يكن جمع القراءة وأحاديث رسول الله وسننه هي شريعة الاسلام؟ فلماذا أوقفها؟ لو جمعت الأحاديث والروايات