على أعدائه وقتل أبطالهم وزحزح باب خيبر العظيمة من مكانها وفتح الحصن وقام على يده الفتح والنصر المبين وكانت هذه احدى أمنيات أبي بكر وعمر عندما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأعطين الراية لرجل يحبه الله ورسوله، إلى آخرها، حتى قال أبو بكر: أنا؟ فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم): لا، وقال عمر: أنا؟ فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم): لا.
ومن سياسة أبي بكر مصاحبته لعمر ومؤاخاته له قبل الهجرة وتعرفه على قسم من المهاجرين الذين كانوا يتحينون الفرص لمطامعهم لبلوغ مقاصدهم فوجد بهم غايته ووجدوا به ضالتهم مثل أبي عبيدة الجراح والمغيرة بن شعبة وعثمان بن عفان وأمثالهم ولكل من هؤلاء أهم الأثر لبلوغه الغاية القصوى من الجلوس على مسند الخلافة واسناد ملكه بعد ذلك، وكان من سياسته الاتصال والتقريب لكل من كان يكن لآل بيت الرسالة وفي مقدمتهم علي بن أبي طالب العداء والحسد والغيرة، كآل أمية ومن مر ذكرهم كعمر وعثمان والمغيرة وخالد بن الوليد وأبي سفيان وولده، وبالعكس التظاهر بالصلة مع الحذر من كل من يخلص لآل البيت ويسند امرهم كبني هاشم وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي وأبي أيوب الأنصاري وعدد كبير من الأنصار غيرهم.
ومن سياسته الدقيقة، الرقابة المحكمة على وضع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيته في صحته ومرضه، في حروبه وسلمه، وكان شديد الرغبة في أن يحصل منه على سمة ما تضع له ميزة على باقي الصحابة، فكانت الضربة القاصمة له عندما سد بابه على المسجد، وكان ممن ظاهر على رسول الله حتى اضطر ان يعلو المنبر ويخطب وأن يقول : لم يكن ذلك من نفسه وانما كان بامر الله، وما كان لمؤمن ان يعترض على رسول الله وأعماله وأقواله ولم يكن تظاهره الا باسم غيره. وهذه كان لها اثر بليغ للحسد والغيرة ضد علي الذي بقي بابه مفتوحا. والضربة الأخرى المخلة باعتباره اقدم الصحابة هو بعد اعطائه سورة البراءة لتلاوتها على قريش يعود بأمر الله