الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). وهم عبارة عن رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين هؤلاء الخمسة لا غير، وقد حاولت أم سلمة أم المؤمنين ان تدخل نفسها معهم ولكن أبى الله ورسوله ومنعت (1). كما نزلت في آل البيت المار ذكرهم آية المباهلة (تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) وقد اجمع المفسرون على أن " أبناءنا " هم الحسن والحسين " ونساءنا " فاطمة الزهراء ابنة رسول الله زوجة علي وأم الحسن والحسين وهي سيدة نساء العالمين، " وأنفسنا " محمد وعلي وهنا كان علي نفس محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم تدخل في النساء سوى فاطمة، فكانت هذه احدى منابع الحسد والغيرة لعائشة ومع هذا كان أبو بكر وعائشة يوازر الواحد منهما الآخر ولم يأل أبو بكر جهدا أن ينكب عائشة حتى ضربا عندما كانت تعاتب وتعترض على رسول الله امام أبيها حتى تجاسرت مرة عليه امامه وقالت له: أقسط، أي إعدل فلطمها أبوها لطمة أدماها إذ قولها لرسول الله هذا القول يعني انكارها عليه العدالة، وانكارها عليه النبوة، وكل شئ، ولم تكن هي جاهلة بل غلب عليها الواقع المكنون والحسد فأباحت بمكنونات قلبها، فكانت ضربة أبي بكر ظاهرها انتصار لرسول الله وباطنها انتصار لها إذ ربما أدت إلى طلاقها وابعادها، ولم يكن أبو بكر من الشجاعة بحيث يبرز نفسه في المعارك ولكنه اشترك فيها ولطالما حاول ابراز نفسه وأحجم مخافة الخطر، وخسر المعركة فقد أعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) راية فتح خيبر في اليوم الأول ففر امام الأعداء ورجع مغلوبا، كما أعطى الراية في اليوم الثاني لعمر فرجع مدحورا ومغلوبا وفي اليوم الثالث كان الفتح المبين طبق ما قال رسول الله: " لأعطين غدا الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرارا غير فرار "، وكان علي أرمد فمسح عينيه بريقه فشفيتا وحمل الراية وانتصر
(٥٣)