وعمر بالذات الذي عين الشورى في ستة اشخاص على تلك المشاكل في حين كان بلغ بآل أمية الدرجة القصوى من القوة والقدرة إذ أيد ملكهم بولاية الشام وقوى فيها أدهى افراد بني أمية سياسة، تلك السياسة التي ذكرناها آنفا ونشرحها فيما بعد، وهو يعرفه حق المعرفة كما صرح بذلك عمر عن معاوية، حيث قال: إنه كسرى العرب، فما الذي دعاه إلى تقوية أعدى أعداء الاسلام (1) وأبعدهم عن الايمان وترك سيوفهم مسلطة على رقاب المسلمين وقد تنبأ وتفرس باعمال عثمان هذا الذي كان كاتب سر أبي بكر وأمين سره وهو الذي كتب لابي بكر عهده لعمر قبل وفاته لماذا وهو يعترف، واعترف جهارا ومرارا انه لولا علي لهلك عمر، وهو يعلم كما قال " اما لو وليها الأصلع (أي عليا) لأقامكم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم " وهو يعلم بأن بيعة أبي بكر فلتة، وهو يعلم بأن رسول الله كلما بدت منه فرصة فضل عليا وبين فضله، ويعرفون أن عليا نزلت فيه وفي فاطمة والحسنين مع رسول الله آية التطهير، ويعلم ان عليا نفس رسول الله في آية المباهلة (تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) (2) وهو يدري ان رسول الله حتى عند وفاته حين طلب القلم والقرطاس انما أراد أن يكتب عهدا لعلي فقال عمر: " إن الرجل ليهجر " وتأتي أسانيد ذلك في هذه الموسوعة، عزيزي القارئ! إني لا أزال أتكلم معك عن دين الاسلام، وأن رسول الله (لا ينطق عن الهوى * ان هو الا وحي يوحى) فمن يدري كل ذلك ويخالف الله ورسوله ويقدم غيره ونفسه للخلافة في حياة خليفة رسوله، ثم يخالف بضعته ويؤذيها حتى تموت وهي غضبى منهما. والذي سيأتي ذكره والذي ظهر نتيجة
(٤٥)