قال: يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة غيرها..
" متفق على صحته، فقد أخرجه البخاري في فضائل الصحابة، باب فضل عائشة، وفي الهبة، باب من أهدى إلى أصحابه، وتحرى بعض نسائه دون بعض، من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة، وأخرجه مسلم مختصرا في فضائل الصحابة، من طريق عبدة، عن هشام، عن أبيه عن عائشة، وأخرجه مطولا من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شهاب، عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عائشة، وفيه أن التي أرسلتها فاطمة، وليست أم سلمة).
وهذا الجواب منه صلى الله عليه وسلم دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها، وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها صلى الله عليه وسلم.
إسماعيل بن جعفر: أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن، سمع أنسا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. " متفق عليه من طرق عن أبي طواله، فقد أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة رضي الله عنها، وفي الأطعمة، باب الثريد، وباب ذكر الطعام، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضل عائشة رضي الله عنها، وأبو طوالة:
هو عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، راويه عن أنس رضي الله عنه.
شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة، عن أبي مرسي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة عمران، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. " أخرجه البخاري ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضل خديجة رضي الله عنها ".
شعيب، عن الزهري: حدثني أبو سلمة، أن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائش، هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام، قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا ترى يا رسول الله.
زكريا بن أبي زائدة، عن عامر، عن أبي سلمة، أن سلمة، أن عائشة رضي الله عنها حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: إن جبريل يقرئك السلام، قالت: وعليه السلام ورحمة الله. " أخرجهما البخاري في فضل عائشة، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي الأدب، باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفا، وفي الاستئذان، باب تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال، وباب إذا قال: فلان يقرئك السلام، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضل عائشة رضي الله عنها، وأبو داود، والترمذي، وأخرج النسائي من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة نحو الأول، في عشرة النساء، باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض روى هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم متوفى خديجة، وأنا بنت ست، وأدخلت عليه وأنا ابنة تسع، جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة وأنا مجممة، فهيأنني، وصنعني، ثم أتين بي إليه صلى الله عليه وسلم. " أخرجه أبو داود في الأدب، باب الأرجوحة، وإسناده صحيح. والمجممة: ذات جمة، ويقال للشعر إذا سقط عن المنكبين، جمة، وإذا كان الشعر إلى شحمة الأذنين: وفرة.
قال عروة: فمكثت عنده تسع سنين، وأخرج البخاري من قول عروة: أن خديجة رضي الله عنها توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين، فلبث صلى الله عليه وسلم سنتين أو قريبا من ذلك، ونكح عائشة وهي بنت ست سنين. " أخرجه البخاري في مناقب الأنصار، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة، وقدومها المدينة وبنائه بها، وتمامه: ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين. وفي خبر عروة إشكال أجاب عنه الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) ".
هشام عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت: كنت ألعب بالبنات يعني اللعب - فيجئ صواحبي فينقمعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدخلن علي، وكان يسربهن إلي فيلعبن معي.
وفي لفظ: فكن جوار يأتين يلعبن معي بها، فإذا رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم تقمعن، فكان يسربهن إلي.
" أخرجه البخاري في الأدب، باب الانبساط إلى الناس، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضل عائشة، واستدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ صور البنات، واللعب من أجل لعب البنات بهن، وخص ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور، وبه جزم القاضي عياض، ونقله عنه الجمهور، وأنهم أجازوا بيع اللعب للبنات.
وعن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب بالبنات " أي اللعب "، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قلت: خيل سليمان ولها أجنحة، فضحك. " أخرجه بهذا اللفظ ابن سعد في (الطبقات) من طريق الواقدي، وأخرجه أبو داود في (السنن) في الأدب، باب اللعب بالبنات، بأطول من هذا، والنسائي في (عشرة النساء)، عن عائشة قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سهواتها ستر، فهبت ريح، فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة، فقال صلى الله عليه وسلم: ما هذا يا عائشة؟
قالت: بناتي، ورأى بينهن فرسا لها جناحان من رقاع فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس، قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان. قال: فرس له جناحان! قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة؟ فضحك حتى بدت نواجذه. وإسناده صحيح ".
الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد، وإنه ليسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقف من أجلي