أم المؤمنين جويرية بنت الحارث (*) جويرية، واسمها برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن الحارث بن
* - هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية، سبيت يوم غزوة المريسيع في السنة الخامسة، وكان اسمها برة " أخرجه مسلم في صحيحه من طريق سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس قال: كانت جويرية اسمها برة، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها إلى جويرية، وقد أخرجه أيضا ابن سعد في (الطبقات)، والإمام أحمد في (المسند).
وكانت من أجمل النساء، وكان أبوها سيدا مطاعا، حدث عنها ابن عباس وعبيد بن السباق، وكريب، ومجاهد، وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي، وآخرون.
أخرج ابن هشام في (السيرة) عن ابن إسحاق، ومن طريقه الإمام أحمد في (المسند)، حدثني محمد ابن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس - أو لابن عم له - فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها، قالت عائشة: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها، وعرفت أنه صلى الله عليه وسلم سيرى فيها ما رأيت.
فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس - أو لابن عم له - فكاتبته على نفسي - فجئتك أستعينك على كتابتي. قال: فهل لك خير من ذلك؟ قالت: وما هو يا رسول الله، قال: قد فعلت.
قالت: وخرج الخبر إلى الناس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار، فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرسلوا ما بأيديهم، قالت: فلقد أعتق لتزويجه إياها مئة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها. " إسناده صحيح، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث ".
قال ابن سعد وغيره: بنو المصطلق من خزاعة، وكان زوجها قبل أن يسلم ابن عمها مسافع بن صفوان ابن أبي الشفر. " ذكره ابن سعد في (الطبقات)، والحاكم في (المستدرك)، وابن حجر في (الإصابة) "، وقدم أبوها على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم " عن جويرية قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت عشرين، وقال ابن سعد في (الطبقات): توفيت أم المؤمنين جويرية في سنة خمسين، وقال خليفة في (طبقاته): توفيت سنة ست وخمسين، رضي الله تعالى عنها، جاء لها سبعة أحاديث: منها عند البخاري حديث، وعند مسلم حديثان.
أيوب، عن أبي قلابة، قال: أتى والد جويرية فقال: إن بنتي لا يسبى مثلها، فأنا أكرم من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن خيرناها؟ فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيرك، فلا تفضحينا، فقالت: فإني قد اخترته، قال: قد والله فضحتنا. " إسناده صحيح لكنه مرسل، أخرجه ابن سعد في (الطبقات) ".
زكريا عن الشعبي، قال: أعتقرسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية واستنكحها، وجعل صداقها عتق كل مملوك من بني المصطلق. " إسناده صحيح، لكنه مرسل، وخرجه عبد الرزاق في (المصنف)، وابن سعد في (الطبقات)، وذكره الهيثمي في (المجمع)، وقال: رواه الطبراني مرسلا، ورجاله رجال الصحيح ".
همام، وغيره، عن قتادة، عن أبي أيوب الهجري، عن جويرية بنت الحارث، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم جمعة وهي صائمة، فقال لها: أصمت أمس؟ قالت: لا، قال: أتريدين أن تصومي غدا؟ قالت:
لا، قال: فأفطري. " أخرجه البخاري في الصوم، باب صوم يوم الجمعة، وأبو داود في الصوم، وأحمد، وابن سعد، وإسناده صحيح ".
شعبة وجماعة، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، سمعت كريبا، عن ابن عباس، عن جويرية قالت: أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة وأنا أسبح، ثم انطلق لحاجته، ثم رجع قريبا من نصف النهار، فقال: أما زلت قاعدة؟ قلت: نعم، قال: ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلتهن، أو وزن بهن وزنتهن - يعني جميع ما سبحت -: سبحان الله عدد خلقه، ثلاث مرات، سبحان الله زنة عرشه، ثلاث مرات، سبحان الله رضا نفسه، ثلاث مرات، سبحان الله مداد كلماته، ثلاث مرات.
" إسناده صحيح - أخرجه مسلم في الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، وابن سعد وأحمد ". لها ترجمة في: (مسند أحمد): ٧ / ٤٥٧، (طبقات ابن سعد): ٨ / ١١٦ - ١٢٠، (طبقات خليفة): (٣٤٢)، (تاريخ خليفة): (٢٢٤)، (المعارف): 138، 139، (المستدرك):
4 / 27 - 30، (الإستيعاب): 4 / 1804 ترجمة رقم (3282)، (تاريخ الإسلام): 2 / 593، (تهذيب التهذيب): 12 / 436، ترجمة رقم (2754)، (الإصابة): 7 / 565، ترجمة رقم (11002)، (خلاصة تذهيب الكمال): (489)، (كنز العمال): 13 / 706، (شذرات الذهب): 1 / 61، (أسماء الصحابة الرواة): (195)، ترجمة رقم (251). (صفة الصفوة):
2 / 35، ترجمة رقم (132)، (المواهب اللدنية): 2 / 90 - 91، (سير أعلام النبلاء):
2 / 261 - 265، ترجمة رقم (39)، (أعلام النساء): 1 / 227.