فصل في ذكر صاحب طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور بفتح الطاء: اسم الماء، وكل ماء نظيف طهور.
إعلم أنه كان على طهور النبي عليه السلام غير واحد، منهم:
عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فارس بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بفتح الهاء ابن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر، أبو عبد الرحمن الهذلي، حليف بني زهرة، حالف أبوه مسعود بن غافل في الجاهلية عبد بن الحارث بن زهرة، وأمه وأم عبد الله هي أم عبد بنت عبد ود بن سواء، من هذيل.
أسلم في أول الإسلام، وذلك أنه كان يرعى غنما لعقبة بن أبي معيط، فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ شاة حائلا (1) من تلك الغنم، فدرت عليه لبنا غزيرا، ثم ضمه رسول الله إليه فكان يلج (2) عليه، ويلبسه نعليه، ويمشي أمامه ومعه، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، وقال له: إذنك علي أن ترفع الحجاب، وأن تسمع سوادي حتى أنهاك.
وكان يعرف في الصحابة بصاحب السواد والسواك، شهد بدرا وما بعدها، وهاجر الهجرتين جميعا، وصلى القبلتين، وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وبعثه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته إلى أهل الكوفة معلما، حتى أقدمه منها عثمان رضي الله عنه إلى المدينة وبها مات سنة ثلاثين عن بضع وستين سنة، وصلى عليه الزبير بن العوام، وفضائله