إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٦ - الصفحة ١٧١
والأصم البكائي، كانت عنده برزة (1) أخت ميمونة بنت الحارث، فولدت له يزيد بن الأصم، ومات يزيد بن الأصم سنة ثلاث ومائة، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وكان ينزل الرقة (2)، ويقال: إن الأصم خلف على عزة بعد زياد بن عبد الله.
" سلفه صلى الله عليه وسلم من قبل مارية " وأما سلفه صلى الله عليه وسلم من قبل مارية فإنه: حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك النجار الأنصاري، أبو الوليد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو الحسام، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم (3)، أمع الفريعة بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن

(١) في (خ): (عزة)، وما أثبتناه من (ابن سعد).
(٢) يزيد الأصم من جلة التابعين بالرقة، ولأبيه صحبة، وهو عمرو، ويقال: عبد عمرو، ويقال: عدس ابن معاوية، الإمام، الحافظ، أبو عوف العامري، البكائي.
حدث عن خالته ميمونة أم المؤمنين، وابن خالته ابن عباس، وعلي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة، وعائشة، ومعاوية، وعوف بن مالك، وغيرهم، ولم تصح روايته عن علي، وقد أدركه وكان بالكوفة في خلافته.
حدث عنه ابن أخيه عبد الله بن عبد الله بن الأصم، وابن شهاب، وعبد الملك ابن عطاء، وآخرون.
وكان كثير الحديث، قاله ابن سعد، وثقه العجلي، وأبو زرعة، والنسائي وغيرهم، مات سنة إحدى ومئة، وقيل غير ذلك. له ترجمة في: (الإصابة): ٦ / ٦٩٣ - ٦٩٤، ترجمة رقم (٩٣٨٨)، (طبقات ابن سعد): ٧ / ٤٧٩، (طبقات خليفة): ترجمة رقم (٣٠٦٧)، (تاريخ البخاري): ٨ / ٣١٨، (الجرح والتعديل): ٤ / ٢٥٢، (حلية الأولياء): ٤ / ٩٧، ترجمة رقم (٢٥٢)، (تهذيب الأسماء واللغات): ٢ / ١٦١، (تهذيب التهذيب): ٢٧٣ - ٢٧٤، ترجمة رقم (٥٠١).
(٣) نسب الرواة حسان إلى أبيه فقالوا: هو حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار - وهو تيم الله - بن ثعلبة ابن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقاء بن عامر بن ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يعرب بن قحطان.
ونسبوه إلى أمه فقالوا: أم حسان الفريعة بنت خنيس بن لوزان بن عبد ود بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج.
ولد حسان في منتصف العقد السابع من القرن السادس الميلادي، وعاش مائة وعشرين سنة، نصفها في الجاهلية، ونصفها في الإسلام، فهو من المخضرمين، وتوفي سنة أربعين من الهجرة على أرجح الآراء.
كانت أسرة حسان ذات شأن عظيم في الجاهلية والإسلام، فوالده ثابت بن المنذر قد حكمته الأوس والخزرج في حرب يوم سمير، ونزلوا على حكمه، وأخوه أوس بن ثابت ممن شهد العقبة مع السبعين مع الأنصار، كما آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين، وقد سقط أوس يوم أحد شهيدا، كما استشهد أخ آخر له، وهو أبي بن ثابت يوم بئر معونة.
وأنجب حسان عدة أبناء، بينهم الشاعر عبد الرحمن بن حسان، أمه سيرين القبطية، أخت مارية أم إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبها لحسان بن ثابت، فولدت له عبد الرحمن بن حسان، فهو ابن خالة إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان عبد الرحمن شاعرا، وقد روى عن أبيه وغيره، فولد عبد الرحمن: الوليد، وإسماعيل، وأم فراس، أمهم أم شيبة بنت السائب بن يزيد بن عبد الله، وسعيد بن عبد الرحمن. وكان شاعرا، وقد روى عنه، أمه أم ولد، وحسان بن عبد الرحمن والفريعة، ويكنى عبد الرحمن بن حسان أبا سعيد، وكان شاعرا، قليل الحديث، وقد ضمه بعض العلماء إلى الثقات.
وقد أشار العلماء إلى صفة لصقت بحسان، وهي صفة الجبن، وقد أثبتت المصادر أن أكحل حسان كان قد قطع، فلم يكن يضرب بيده، وتلك علة إحجامه عن الاشتراك في غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا إلى جانب كبر سنه، وضعف روح المغامرة عنده، مما جعله حذرا متمهلا، في الوقت الذي نجد فيه شباب المسلمين وشيوخهم، مدفوعين بقوة الدين، وبروح الرسول صلى الله عليه وسلم نحو الجهاد الذي كان المظهر الحقيقي للمسلم المؤمن في هذه الفترة.
وقد عاش حسان في جاهليته في الفترة التي ازدهر فيها نوعان من الشعر التقليدي القديم، في الشعر القبلي، وفن المديح، وقد برع الحسان في كلا الفنين، برع في أولهما، لأنه كان من الشعراء القبليين، الذين كانوا لسان حال قبائلهم، يمجدون انتصاراتها، ويفخرون بأمجادها، كما برع في آخرهما، لأنه كان من الشعراء الجوالين، الذين نزلوا الإمارتين الشماليتين: إمارة الغساسنة، وإمارة المناذرة، يمدحون ملوكها، وينالون عطاياهم وجوائزهم، لذلك نجد شعر حسان الجاهلي في مناقضاته القبلية، وفي مدائحه التكسبية، من خير ما وصلنا من هذا العصر. له ترجمة في: (ديوان حسان بن ثابت): ٩ - ١٠، (الشعر والشعراء): ١٨٨ - ١٩٠، (طبقات ابن سعد): ٥ / ٢٦٦، (سير أعلام النبلاء): ٢ / ٥١٢ - ٥٢٣، ترجمة رقم (١٠٦)، (تاريخ الإسلام): ٢ / ٤٤٠، (مسند أحمد):
٦ / ٢٩٢، (المستدرك): ٣ / ٥٥٣ - ٥٥٧، (الإصابة): ٢ / ٦٢ - ٦٤، ترجمة رقم (١٧٠٦)، (الإستيعاب): ١ / ٣٤١ - ٣٥٠، ترجمة رقم (٥٠٧)، (طبقات خليفة): ٨٨، (تاريخ خليفة):
٢٠٢، (التاريخ الكبير): ٣ / ٢٩، (المعارف): 2، 128، 143، 197، 132، (الجرح والتعديل):
3 / 332، (تهذيب التهذيب): 2 / 216 - 217، ترجمة رقم (450)، (خلاصة تذهيب الكمال): 1 / 209، ترجمة رقم (1301)، (شذرات الذهب): 1 / 41، 60.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فصل في ذكر ذريه رسول الله صلى الله عليه وسلم 3
2 فصل في ذكر عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم 13
3 فصل في ذكر سلالة رسول الله صلى الله عليه وسلم 17
4 فصل في ذكر سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم 18
5 نبذة 20
6 فصل في العقب والعقاب 22
7 فصل في ذكر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم 24
8 - أم المؤمنين خديجة بنت خويلد 24
9 - أم المؤمنين سودة بنت زمعة 31
10 - أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر 35
11 - غزية 44
12 أم المؤمنين حفصة بنت عمر 46
13 أم المؤمنين زينب بنت خزيمة 52
14 أم المؤمنين أم سلمة 53
15 أم المؤمنين زينب بنت جحش 57
16 أم المؤمنين أم حبيبة 63
17 أم المؤمنين جويرية بنت الحارث 82
18 أم المؤمنين صفية بنت حيي 86
19 أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث 89
20 فصل جامع لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم 92
21 - أم شريك 97
22 - العالية 97
23 - الكلابية 98
24 أسماء بنت عمرو 99
25 - قتيلة بنت قيس 99
26 - الجونية 100
27 - مليكة بنت كعب 101
28 أم هانئ 102
29 - صفية بنت بشامة 104
30 - ليلى بنت الخطيم 105
31 - خولة بنت الهذيل 106
32 - شراف بنت قطام 106
33 - ضباعة بنت عامر 107
34 الكلبية 108
35 - أمامة بنت الحارث 109
36 - جمرة بنت الحارث 109
37 - درة بنت أبي سلمة 110
38 - أمامة بنت حمزة 110
39 - أم حبيب 111
40 - سناء بنت أسماء بنت الصلت 111
41 فصل في ذكر قوة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجماع 126
42 فصل في ذكر سرارى رسول الله صلى الله عليه وسلم 129
43 - مارية 129
44 - ريحانة 131
45 فصل في ذكر أسلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم 134
46 - أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل خديجة 134
47 - أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل سودة 136
48 - أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل عائشة 141
49 - أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة 146
50 - أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل زينب أم المساكين 149
51 - أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل أم سلمة 149
52 - أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل زينب بنت جحش 155
53 - أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل أم حبيبة 157
54 - أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل ميمونة 164
55 - أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل مارية 171
56 فصل في ذكر أحماء رسول الله صلى الله عليه وسلم 174
57 حمو رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل خديجة 175
58 - حموه صلى الله عليه وسلم من قبل سودة 177
59 - حموه صلى الله عليه وسلم من قبل عائشة 181
60 - حموه صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة 183
61 - حموه صلى الله عليه وسلم من قبل أم سلمة 183
62 - حموه صلى الله عليه وسلم من قبل زينب بنت جحش 184
63 - حموه صلى الله عليه وسلم من قبل أم حبيبة 185
64 - حموه صلى الله عليه وسلم من قبل جويرية 186
65 - حموه صلى الله عليه وسلم من قبل صفية 187
66 - حموه صلى الله عليه وسلم من قبل ميمونة 188
67 فصل في ذكر أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم 189
68 أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل خديجة 192
69 إخوة خديجة 194
70 - أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل سودة 197
71 - أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل عائشة 201
72 - أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة 211
73 - أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل أم سلمة 220
74 - أولاد عم أم سلمة 228
75 - إخوة أم سلمة 251
76 - أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل زينب بنت جحش 254
77 - أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل أم حبيبة 256
78 - إخوة أم حبيبة 261
79 - صهره صلى الله عليه وسلم من قبل جويرية 270
80 - أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل ميمونة 270
81 - أصهاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ونساء أعمامه 275
82 - أصهاره صلى الله عليه وسلم أزواج عماته 278
83 - أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل بناته 283
84 فصل في ذكر من كان في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولاد نسائه 295
85 فصل في ذكر موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم 302
86 فصل في ذكر إماء رسول الله صلى الله عليه وسلم 340
87 فصل في ذكر خدام رسول الله صلى الله عليه وسلم 349
88 فصل في ذكر من كان يلازم باب رسول الله صلى الله عليه وسلم 352
89 فصل في ذكر الحاجب الذي كان يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم 354
90 فصل في ذكر صاحب طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم 356
91 فصل في ذكر من كان يغمز رسول الله صلى الله عليه وسلم 362
92 فصل في ذكر عدة ممن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم 363
93 فصل في ذكر لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم 366
94 - وأما الكلمة والقلنسوة والقناع 372
95 - وأما القميص 378
96 - وأما الرداء 381
97 - وأما القباء والمفرج 384
98 - وأما البردة 386
99 - وأما الجبة 391
100 - وأما الحلة 395