" أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل عائشة " وأصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل عائشة رضي الله عنها إخوتها وهم: عبد الله بن أبي بكر (1).
(١) هو عبد الله بن أبي بكرالصديق، ولما كان اسم أبي بكر: عبد الله، فابنه عبد الله بن عبد الله بن عثمان، وهو شقيق أسماء بنت أبي بكر، ذكره ابن حبان في الصحابة، وقال: مات قبل أبيه.
وثبت ذكره في قصة الهجرة عن عائشة رضي الله عنها قالت: وكان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما بأخبار قريش، وهو غلام شاب فطن، فكان يبيت عندهما، ويخرج من السحر فيصبح من قريش.
وذكر الطبري في (تاريخه) أن عبد الله بن أريقط الدؤلي الذي كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع بعد أن وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، أخبر عبد الله بن أبي بكرالصديق بوصول أبيه إلى المدينة، فخرج عبد الله بعيال أبي بكر، وصحبهم طلحة بن عبيد الله حتى قدموا المدينة.
وقال أبو عمر: لم أسمع له بمشهد إلا في الفتح، وحنين، والطائف، فإن أصحاب المغازي ذكروا أنه رمي بسهم فجرح، ثم اندمل، ثم انتقضى، فمات في خلافة أبيه في شوال سنة إحدى عشرة.
وروى الحاكم بسند له عن القاسم بن محمد، أن أبا بكر، قال لعائشة: أتخافون أن تكونوا دفنتم عبد الله بن أبي بكر وهو حي، فاسترجعتك فقال: أستعيذ بالله.
ثم قدم وفد ثقيف فسألهم أبو بكر: هل فيكم من يعرف هذا السهم؟ فقال سعيد بن عبيد: أنا بريته، ورشته، وأنا رميت به، فقال: الحمد لله، أكرم الله عبد الله بيدك، و م يهنك بيده.
قال: ومات بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلة، وفيه الهيثم بن عدي، وهو واه.
قالوا: لما مات نزل حفرته عمر، وطلحة، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وكان رضي الله عنه يعد من شهداء الطائف.
قال المرزباني في (معجم الشعراء): أصابه حجر في حصار الطائف، فمات شهيدا، وكان قد تزوج عاتكة، وكان بها معجبا، فشغلته عن أموره، فقال له أبوه: طلقها، فطلقها، ثم ندم، فقال:
أعاتك لا أنساك ما ذر شارق * وما لاح نجم في السماء محلق لها خلق جزل ورأي ومنصب * وخلق سوي في الحياة ومصدق ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها * ولا مثلها في غير شئ تطلق وله فيها غير هذا، فرق له أبو بكر فأمره بمراجعتها، فراجعها، ومات وهي عنده.
روى البخاري في (تاريخه) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، أن عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنه، كان قد تزوج عاتكة بنت زيد بن عمرو، أخت سعيد بن زيد بن عمرو، وأنه قال لها عند موته: لك حائطي ولا تزوجي بعدي، قال: فأجابته إلى ذلك، فلما انقضت عدتها خطبها عمر، فذكر القصة في تزويجه. ورواه غيره، فذكر معاتبة علي لها على ذلك.
وقال ابن إسحاق في (المغازي): حدثني هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بردي حبرة، حتى مسا جلده، ثم نزعهما، فأمسكهما عبد الله ليكفن فيهما، ثم قال: وما كنت لأمسك شيئا منع الله ورسوله منه، فتصدق بهما.
ورواه البخاري من وجه آخر، عن عروة وأخرجه الحاكم في (المستدرك)، وهو عند أحمد في مسند عائشة رضي الله عنها، ضمن حديث من طريق حماد بن سلمة، عن هشام، ورواه أبو ضمرة عن هشام، فقال عبد الرحمن: قال البغوي: والصحيح عبد الله.
قال الحافظ في (الإصابة): ووجدت له حديثا مسندا، أخرجه البغوي، وفي إسناده من لا يعرف، قال هشام: فقال عبد الرحمن: قال البغوي: لا أعرف عبد الله أسند غيره، وفي إسناده ضعف وإرسال.
ثم قال: وأخرجه مع ذلك الحاكم. قال الدارقطني: وأما عبد الله بن أبي بكر. فأسند عنه حديث في إسناده نظر، تفرد به عثمان بن الهيثم المؤذن، عن رجال ضعفاء. قال، وقد أوردته في كتاب (الخصال المكفرة)، وجمعت طرقه مستوعبا، والحمد لله. له ترجمة في: (الإصابة): ٤ / ٢٧ - ٢٩، ترجمة رقم (٤٥٧١)، (الثقات): ٣ / ٢١٠، (الإستيعاب): ٣ / ٨٧٤ - ٨٧٥، ترجمة رقم (١٤٨٤)، (الجرح والتعديل): ٥ / ٩٢، (التاريخ الكبير): ٣ / ٢، ٥ / ٢، (التاريخ الصغير):
١ / ٣٠٠، (البداية والنهاية): ٦ / ٣٨٩، (الطبقات الكبرى): ١ / ٢٩٩، (الوافي بالوفيات): 17 / 85، (تاريخ الإسلام): 3 / 49، (صفة الصفوة): 1 / 124، ترجمة أبيه رقم (2)، (أسماء الصحابة الرواة): 446، ترجمة رقم (777).