" أم المؤمنينسودة بنت زمعة " (*) وسودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نضر بن مالك
* - هي سودة أم المؤمنين - بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية، وهي أول من تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة، وانفردت به صلى الله عليه وسلم نحوا من ثلاث سنين أو أكثر، حتى دخل بعائشة رضي الله عنها. وكانت سيدة جليلة، نبيلة، ضخمة، وكانت أولا عند السكران بن عمرو: أخي سهيل بن عمرو العامري.
وهي التي وهبت يومها لعائشة رضي الله عنها، رعاية لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت قد فركت " قل ميلها للرجال "، وقد أخرج البخاري في النكاح، باب: المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها، من حديث عائشة رضي الله عنها أن سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة بيومها ويوم سودة، وأخرجه أيضا في الهبة، وزاد في آخره: تبتغي بذلك رضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها وفيه... فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة، قالت: يا رسول الله قد جعلت يومي منك لعائشة.
وأخرجه أبو داود من طريق أحمد بن يونس، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد - عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: قالت عائشة: يا ابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا، وكان قل يوم إلا وهو يطوف علينا جميعا، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس، حتى يبلغ إلى التي هو يومها، فيبيت عندها، ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت، وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، يومي لعائشة، فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، قالت: تقول في ذلك أنزل الله تعالى، وفي أشباهها، آراه قال: (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا) " النساء: ١٢٨ ".
لها أحاديث، وخرج لها البخاري، حدث عنها: ابن عباس، ويحيى بن عبد الله الأنصاري.
توفيت في آخر خلافة عمر رضي الله عنه بالمدينة في شوال سنة أربع وخمسين. وقال الواقدي: وهذا الثبت عندنا.
وروى عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال: أن سودة رضي الله عنها توفيت زمن عمر رضي الله عنه.
قال ابن سعد: أسلمت سودة وزوجها، فهاجرا إلى الحبشة. وعن بكير بن الأشج: أن السكران قدم من الحبشة بسودة، فتوفي عنها فخطبها النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت: أمري إليك. قال: مري رجلا من قومك يزوجك، فأمرت حاطب بن عمرو العامري، فزوجها، وهو مهاجري بدري. هشام الدستوائي حدثنا القاسم بن أبي بزة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى سودة بطلاقها، فجلست على طريقه فقالت:
أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه، لم طلقتني؟ الموجدة؟ قال: لا، قالت: فأنشدك الله لما راجعتني، فلا حاجة لي في الرجال، ولكن أحب أن أبعث في نسائك فراجعها. قالت: فإني قد جعلت يومي لعائشة. " أخرجه ابن سعد، وسنده صحيح، لكنه مرسل، والصحيح أنه لم يطلقها كما تقدم ".
الأعمش، عن إبراهيم، قالت سودة: يا رسول الله، صليت خلفك البارحة، فركعت بي، حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم، فضحك صلى الله عليه وسلم. وكانت تضحكه الأحيان بالشئ.
صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: هذه ثم ظهور الحصر.
" ظهور الحصر: منصوب على تقدير: ثم الزمن، والحصر: جمع حصير، وهو ما يفرش في البيوت، والمراد أن يلزمن بيوتهن، ولا يخرجن منها. والحديث أخرجه ابن سعد وأحمد، وسنده قوي، وأبو داود في أول الحج من طريق عبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن واقد بن أبي واقد الليثي، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه في حجته: هذه ثم ظهور الحصر. وسنده حسن في الشواهد ".
وقالت عائشة رضي الله عنها: استأذنت سودة ليلة المزدلفة، أن تدفع قبل حطمة الناس - وكانت امرأة ثبطة - أي ثقيلة، فأذن لها. " وتمامه: فدفعت قبل حطمة الناس، وأقمنا حتى أصبحنا نحن، ثم دفعنا بدفعه صلى الله عليه وسلم، فلأن أكون استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنته سودة، أحب إلي من مفروح به، والحطمة بفتح الحاء وسكون الطاء: الزحمة، أي قبل أن يزدحموا، ويحطم بعضهم بعضا. أخرجه ابن سعد، والبخاري، ومسلم، وأحمد، والنسائي ".
حماد بن يزيد عن هشام، عن ابن سيرين: أن عمر بعث إلى سودة بغرارة دراهم، فقالت: ما هذه؟ قالوا: دراهم، قالت: في الغرارة مثل التمر! يا جارية، بلغيني القنع ففرقتها.
يروي لسودة خمسة أحاديث: منها في الصحيحين: حديث واحد عند البخاري.
الواقدي: حدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن، عن ريطة، عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعث زيدا، وبعث معه أبا رافع مولاه، وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم، فخرجنا جميعا، وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة، وبأم كلثوم، وبسودة بنت زمعة، وبأم أيمن، وأسامة ابنه.
لها ترجمة في: (طبقات ابن سعد): ٨ / ٥٢ - ٥٨، (طبقات خليفة). ٣٣٥، (المعارف): 133، 248، 442، (الإستيعاب): 4 / 1867 ترجمة رقم (3394)، (جامع الأصول): 9 / 145، (تهذيب التهذيب): 12 / 445 ترجمة رقم (2819)، (الإصابة): /، ترجمة رقم ()، (خلاصة تذهيب الكمال): 3 / 484، ترجمة رقم (87)، (سير أعلام النبلاء): 2 / 265 - 269 ترجمة رقم (40)، (شذرات الذهب): 1 / 34 و 60.