وتزوج زيد بأم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط (1)، وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة، وأمها أم حكيم " وهي " البيضاء بنت عبد المطلب " بن هاشم " كما هاجرت " إلى المدينة "، فولدت له زيد " بن زيد " ورقية، مات زيد صغيرا، وماتت رقية في حجر عثمان رضي الله عنها.
وطلق زيد بن حارثة أم كلثوم، فخلف عليها عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، ثم الزبير بن العوام، ثم عمرو بن العاص. وتزوج زيد أيضا بدرة بنت أبي لهب " ثم طلقها "، وبهند بنت العوام.
ولما هاجر زيد نزل على كلثوم بن الهدم (2)، ويقال على سعد بن خيثمة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين حمزة " بن عبد المطلب "، وإليه أوصى حمزة يوم أحد حين أراد القتال، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أسيد بن خضير.
وقالت عائشة رضي الله عنها: ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليه، وإن بقي بعده استخلفه على المدينة.
وقال سلمة بن الأكوع: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، ومع زيد ابن حارثة تسع غزوات، يؤمره فيها علينا.
استشهد يوم مؤتة سنة ثمان وهو أمير وله خمسون سنة، وكان قصيرا آدم شديد الأدمة، في أنفه فطس، وفضائله كثيرة، رضي الله عنه (3).