ذلك، فقال: لم يقدر في الله على ذلك، قال: فسخر لنا الريح لتحملنا إلى الشام في يوم وتردنا في يوم، فإن طول السفر يجهدنا، فلست بأهون على الله من سليمان بن داود، فقد كان يأمر الريح فتغدو به مسيرة شهر، وتروح به مسيرة شهر، فقال: لا أستطيع ذلك، فقال أبو جهل: فإن كنت غير فاعل شيئا ما سألناك، فلا تذكر آلهتنا بسوء، فقال عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم: فأرنا كرامتك على ربك، فليكن لك بيت من زخرف، وجنة من نخيل وعنب تجري تحتها الأنهار، وفجر لنا ينبوعا مكان زمزم، فقد شق علينا أو عليها، وإلا فأسقط السماء علينا كسفا، فقال: ليس هذا بيدي، هو بيد الذي خلقني، قال: فارق إلى السماء وأتنا بكتاب نقرأه ونحن ننظر إليك، فنزلت فيه الآيات من سورة الإسراء (١).
ولما نزلت: ﴿إن شجرت الزقوم * طعام الأثيم * كالمهل يغلي في البطون * كغلي الحميم﴾ (2) قال أبو جهل: إنما أنا أدعو لكم يا معشر قريش