إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٦ - الصفحة ١٧٦
ألا يا عاذلا لا تعذليني * ومهلا بالأذى لا تهلكيني دعيني إن أخذ الخسف من * [] (1) الله حتى يقتلوني وكان لا يسافر إلا بفرس ومعه نفر من قومه، فأقبل في سفره حتى ورد كلية (2) وجد عليها حاضرا عظيما من بني بكر، فأراد خويلد وأصحابه أن يسقوا من حوض كلية، فأتاهم نفر من بني بكر فمنعوهم الماء إلا بثمن، فقال خويلد لأصحابه: يا قوم! متى تسومكم بنو بكر سوم العزيز الذليل، قالوا: فمرنا بأمرك، " قال ": آمركم أن تحملوا عليهم، فحمل عليهم بمن معه، فقتل خويلد " رجلا " من بني بكر، وطعن رجلا فأشواه، وفر منه آخر، وانهزمت بنو بكر، وشرب خويلد وأصحابه من الماء فقال خويلد (3):
تداعت بنو بكر لتبلغ عزنا * إلا أم بكر يوم ذلك أيم أنا الفارس المشهور يوم كلية * وفي طرف الرنقاء يومك مظلم قتلت أبا جزء وأحطفت محصنا * وأفلتني ركضا مع الليل جهصم فلما قدم خويلد، لامته امرأته في ذلك، قال:
ذريني أم عمرو ولا تلوميني * ومهلا عاذلي لا تعذليني ذريني إن أخذ الخسف مني * [] الله حتى يقتلوني فما أرجو لها بقية إذا ما * غضبت وبل قائمة يميني

(1) ما بين الحاصرتين في (خ) كلمة لم أجد لها توجيها.
(2) كلية - بالضم - ثم الفتح، وتشديد الياء، بالتصغير - قال عرام: واد يأتيك من شمنصر بقرب الجحفة، (معجم البلدان): 4 / 543، موضع رقم (10374).
(3) هذه الأبيات في (المرجع السابق) هكذا:
أنا الفارس المذكور يوم كلية * وفي طرف الرفقاء يومك مظلم قتلت أبا جزء وأشويت محصنا * وأفلتني ركضا مع الليل جهضم
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست