وأنزل نفسه من مال الله بمنزله رجل من الناس على سوابقهم، وكان لا يخاف في الله لومة لائم، وهو الذي زين شهر رمضان بصلاة التراويح، وأرخ التاريخ من الهجرة، وهو أول من سمي بأمير المؤمنين، وهو أول من اتخذ الدرة.
وقتله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، لثلاث بقين - وقيل، بل قتل يوم الأربعاء لأربع بقين - من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وكانت خلافته عشر سنين ونصف، وكان عمره ثلاثا وستين سنة، وقيل: أقل من ذلك، وكانت تحته قريبة الصغرى، أخت أم سلمة، ففرق بينهما الإسلام، ورجعت إلى الكفار ثم أسلمت، وفضائل عمر كثيرة جدا (1).
ومعاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن أمية بن عبد شمس أبو عبد الرحمن، القرشي، الأموي، أمه هند بن عتبه بن زمعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، أسلم يوم الفتح، وعد من المؤلفة " قلوبهم "، وهو أحد من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وولاه عمر رضي الله عنه على الشام بعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان في سنة تسع عشرة ورزقه ألف دينار في كل شهر، وأقام أربع سنين، ومات عمر فأقره عثمان رضي الله عنه عليها اثنى عشرة إلى أن مات، فحارب علي رضي الله عنه أربع سنين، وبايعه أهل الشام خاصة بالخلافة سنة ثمان أو تسع وثلاثين، واجتمع الناس عليه بعد بيعة الحسن بن علي له في سنة إحدى وأربعين، فأقام أميرا عشرين سنة، وخليفة عشرين سنة، وتوفي