إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا] (١)، فكيف يجوز أن يخبر الله تعالى عن من أمرنا أن نؤمن بما أنزل إليه وأخبر أنه أوحى إليه بأنه زنى ثم يفضحه أشد الفضيحة بأن يجعل الخبر عنه بزنائه وحيا يتلى آلافا من السنين؟ هذا ما لا يشك من له [أدنى] تأمل بأنه إفك مفترى.
والثاني: أنهم جعلوا داود عليه السلام ابن زنا، كما جعلوا المسيح [ابن] مريم - رسول الله وكلمته - ابن زنا؟ ثم كفاهم ذلك حتى نسبوه إلى التوراة، وليس هذا ببدع من شأنهم فقد نسبوا إلى الله العلي الكبير عظائم منها: أنه استراح في اليوم السابع من خلق السماوات والأرض! فأنزل الله تكذيبهم على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في قوله [تعالى]: ﴿ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب﴾ (2).
فقد تبين أن التوراة وقع فيها التحريف والتبديل، والزيادة والنقص في عدة مواضع.
* * *