بعض المفسرين أنهما كلمتان بالفارسية جعلتهما العرب كلمة واحدة وأنها سنج وجل (1) فالسنج الحجر; والجل الطين. يقول: الحجارة من هذين الجنسين الحجر والطين. قال: والعصف ورق الزرع الذي لم يقصب. وقال الكسائي سمعت بعض النحويين يقول واحد الأبابيل أبيل وقال كثيرون من السلف الأبابيل الفرق من الطير التي يتبع بعضها بعضا من ههنا وههنا. وان ابن عباس كان له خراطيم كخراطيم الطير وأكف كأكف الكلاب وعن عكرمة كانت رؤوسها كرؤوس السباع خرجت عليهم من البحر وكانت خضرا. وقال عبيد بن عمير كانت سودا بحرية في مناقيرها وأكفها الحجارة. وعن ابن عباس كانت أشكالها كعنقاء مغرب وعن ابن عباس كان أصغر حجر منها كرأس الانسان ومنها ما هو كالإبل. وهكذا ذكره يونس بن بكير عن ابن إسحاق. وقيل كانت صغارا والله أعلم (1) وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن عبيد بن عمير قال لما أراد الله أن يهلك أصحاب الفيل بعث عليهم طيرا أنشئت من البحر أمثال الخطاطيف كل طير منها يحمل ثلاثة أحجار حجرين في رجليه وحجرا في منقاره قال فجاءت حتى صفت على رؤوسهم. ثم صاحت وألقت ما في رجليها ومناقيرها. فما يقع حجر على رأس رجل إلا خرج من دبره. ولا يقع على شئ من جسده إلى خرج من الجانب الآخر (2). وبعث الله ريحا شديدة فضربت الحجارة فزادنها شدة فأهلكوا جميعا.
وقد تقدم أن ابن إسحاق قال وليس كلهم اصابته الحجارة يعني بل رجع منهم راجعون إلى اليمن حتى أخبروا أهلهم بما حل بقومهم من النكال وذكروا أن أبرهة رجع وهو يتساقط أنملة أنملة فلما وصل إلى اليمن انصدع صدره فمات لعنه الله (3).