يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كانت بنو إسرائيل تسوسهم (1) الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون. قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله قال: " فوا (2) بيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم " (3). وكذا رواه مسلم عن بندار ومن وجه آخر عن فرات به نحوه.
وقال البخاري: حدثنا عمرو بن حفص، حدثنا أبي، حدثني الأعمش، حدثني شقيق قال: قال عبد الله - هو ابن مسعود - كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " رواه مسلم من حديث الأعمش به نحوه. وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن زيد بن أسلم، عن رجل عن أبي سعيد الخدري قال: وضع رجل يده اليمنى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: والله ما أطيق أن أضع يدي عليك من شدة حماك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الاجر إن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالقمل حتى يقتله، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالفقر حتى يأخذ العباء فيجوبها وإن كانوا ليفرحون بالبلاء كما يفرحون بالرخاء " (4) هكذا رواه الإمام أحمد من طريق زيد بن أسلم، عن رجل، عن أبي سعيد وقد رواه ابن ماجة: عن دحيم عن ابن أبي فديك، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد فذكره. وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عاصم بن أبي النجود، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: " الأنبياء ".
ثم الصالحون. ثم الأمثل فالأمثل من الناس، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف عليه ولا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على [ظهر] الأرض وما عليه خطيئة " (5). ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث عاصم بن أبي النجود. وقال الترمذي حسن صحيح. وتقدم في الحديث: " نحن معشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد وأمهاتنا شتى " (6) والمعنى أن شرائعهم وإن اختلفت في الفروع، ونسخ بعضها بعضا حتى انتهى الجميع إلى ما شرع الله لمحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين إلا أن كل نبي بعثه الله فإنما دينه