فدخلها فدق الباب ظهره، فمات من ساعته.
وقيل: بل بعثت جارية من جواريه إلى ضرة لها باناء فيه سم فدعا به المهدي فأكل منه فخافت الجارية أن تقول إنه مسموم فمات من ساعته.
وقيل: بل عمدت حسنة جارية له إلى كمثرى فأهدته إلى جارية أخرى كان المهدي يتخطاها وسمت منه كمثراة هي أحسن الكمثرى فاجتاز بالمهدي فدعا به وكان يحب الكمثرى فاخذ تلك الكمثراة المسمومة فأكلها فلما وصلت إلى جوفه صاح جوفي جوفي فسمعت صوته فجاءت تلطم وجهها وتبكي وتقول أردت أن أنفرد بك فقتلتك فمات من يومه ورجعت حسنة وعلى قبتها المسوح فقال أبو العتاهية في ذلك:
(رحن في الوشى وأقبلن * عليهن المسوح) (كل نطاح من الدنيا * له يوم نطوح) (لست بالباقي ولو * عمرت ما عمر نوح) (فعلى نفسك نح أن * كنت لا بد تنوح) وكان موته في المحرم لثمان بقين منه وكانت خلافته عشر سنين وشهرا وقيل عشر سنين وتسعا وأربعين يوما وتوفي وهو ابن ثلاث وأربعين سنة ودفن تحت جوزة كان يجلس تحتها وصلى عليه ابنه الرشيد وكان أبيض طويلا وقيل أسمر بإحدى عينيه نكتة بياض.