وينبغي أن نعامله غير ما كنا نعامله به ونترك ذكر نصرتنا له.
فوقف على بابه من المغرب إلى أن صليت العشاء الآخرة ثم أذن له فدخل فلم يقم له وكان متكئا فلم يجلس ولا اقبل عليه، وأراد الربيع أن يذكر له ما كان منه في أمر البيعة فقال قد بلغنا أمركم فأوغر صدر الربيع فلما خرج من عنده قال به ابنه الفضل لقد بلغ هذا بك ما فعل وكان الرأي أن لا تأتيه وحيث أتيته وحجبك أن تعود وحيث دخلت عليه فلم يقم لك أن تعود.
فقال لابنه: أنت أحمق حيث تقول كان ينبغي أن لا تجيء وحيث جئت وحجبت أن تعود ولما دخلت فلم يقم لك كان ينبغي أن تعود ولم يكن الصواب إلا ما عملته ولكن والله وأكد اليمين لأخلعن جاهي ولأنفقن مالي حتى أبلغ مكروهه.
وسعى في أمره فلم يجد عليه طريقا لاحتياطه في أمر دينه واعماله فاتاه من قبل ابنه محمد فلم يزل يحتال ويدس إلى المهدي ويتهمه ببعض حرمه وبأنه زنديق حتى استحكمت التهمة عند المهدي بابنه فأمر به فاحضر واخرج أبوه ثم قال له يا محمد اقرا فلم يحسن يقرا شيئا فقال لأبيه ألم تعلمني أن ابنك يحفظ القرآن قال بلى ولكنه فارقني منذ سنين وقد نسي قال فقم فتقرب إلى الله بدمه فقام ليقتل ولده فعثر فوقع فقال العباس بن محمد أن رأيت أن تعفي الشيخ فافعل فأمر بابنه فضربت عنقه وقال له الربيع يا أمير المؤمنين تقتل ابنه وتثق اله لا ينبغي ذلك فاستوحش منه وكان من أمره ما نذكره.