وفيها استعمل الرشيد على الصائفة هرثمة بن أعين قبل أن يوليه خراسان وضم إليه ثلاثين ألفا من أهل خراسان ورتب الرشيد بدرب الحدث عبد الله بن مالك وبمرعش سعيد بن سلم بن قتيبة فأغارت الروم عليها فأصابوا من المسلمين وانصرفوا ولم يتحرك سعيد من موضعه وبعث محمد بن يزيد بن مزيد إلى طرطوس.
وأقام الرشيد يتحرك بدرب الحدث ثلاثة أيام من رمضان وعاد إلى الرقة وأمر الرشيد بهدم الكنائس بالثغور وأخذ أهل الذمة بمخالفة هيئة المسلمين في لباسهم وركوبهم وأمر هرثمة ببناء طرطوس وتمصيرها ففعل وتولى ذلك فرخ الخادم بأمر الرشيد وسير إليها جندا من أهل خراسان ثلاثة آلاف ثم اشخص إليهم ألفا من أهل المصيصة وألفا من أهل أنطاكية وتم بناؤها سنة اثنتين وتسعين ومائة وبنى مسجدها.
وحج بالناس هذه السنة الفضل بن العباس بن محمد بن علي وكان أميرا على مكة وكان على الموصل محمد بن الفضل بن سليمان.
وفيها توفي الفضل بن موسى السيناني أبو عبد الله المروزي مولى بني قطيعة وكان مولده سنة خمس عشرة ومائة.
(السيناني بكسر السين المهملة وبالياء المثناة من تحتها وبالنون قبل الألف ثم بنون بعده منسوب إلى سينان وهي قرية من قرى مرو).