+ + + فأبصروا إخوانهم فقالوا ما فعل أمير المؤمنين قال حي صالح في الميسرة يقاتل الناس أمامه فقالوا الحمد لله قد كنا ظننا أنه قد هلك وهلكتم. وقال عبد الله بن بديل [لأصحابه]: استقدموا بنا فقال الأشتر لا تفعل وأثبت مع الناس فإنه خير لهم وأبقي لك ولأصحابك فأبي ومضي كما هو نحو معاوية وحوله كأمثال الجبال وبيده سفيان وخرج عبد الله أمام أصحابه يقتل كل من دنا منه حتى قتل جماعة ودنا من معاوية فنهض إليه الناس من كل جانب وأحيط به وبطائفة من أصحابه فقاتل حتى قتل وقتل ناس من أصحابه ورجعت طائفة منهم مجرحين فبعث الأشتر الحارث بن جمهان الجعفي فحمل علي أهل الشام الذين يتبعون من انهزم من أصحاب عبد الله حتى نفسوا عنهم وانتهوا إلى الأشتر وكان معاوية قد رأى ابن بديل وهو يضرب قدما قال أترونه كبش القوم فلما قتل أرسل إليه لينظروا من هو فلم يعرفه أهل الشام فجاء إليه فلما رآه عرفه فقال هذا عبد الله بن بديل والله لو استطاعت نساء خزاعة لقاتلتنا فضلا عن رجالها وتمثل بقول حاتم:
(أخو الحرب إذ عضت به الحرب عضها * وإن شمرت يوما به الحرب شمرا) وزحف الأشتر بعك والأشعريين وقال لمذحج اكفونا عكا ووقف في همدان وقال لكندة اكفونا الأشعريين فاقتتلوا قتالا شديدا إلى المساء وقاتلهم الأشتر في همدان وطوائف من الناس فأزال أهل الشام عن مواضعهم حتى ألحقهم بالصفوف الخمسة المعلقة بالعمائم حول معاوية ثم حمل عليهم حملة أخرى فصرع أربعة صفوف من المعلقين بالعمائم [حتى انتهوا إلى الخامس