نعيم بالخبر، فاستخلف يزيد بن قيس الهمداني وخرج إليهم فاقتتلوا بواج روذ قتالا شديدا وكانت وقعة عظيمة تعدل نهاوند فانهزم الفرس هزيمة قبيحة وقتل منهم مقتلة كبيرة لا يحصون فأرسلوا إلى عمر مبشرا فأمر عمر نعيما بقصد الري وقتال من بها والمقام بها بعد فتحها، وقيل: إن المغيرة بن شعبة وهو عامل على الكوفة أرسل جرير بن عبد الله إلى همذان فقاتله أهلها وأصيبت عينه بسهم. فقال: احتسبتها عند الله الذي زين بها وجهي ونور لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله. ثم فتحها علن مثل صلح نهاوند وغلب على أرضها قسرا، وقيل. كان فتحها على يد المغيرة بنفسه وكان جرير على مقدمته، وقيل: فتحها قرظة بن كعب الأنصاري.
ذكر فتح قزوين وزنجان لما سير المغيرة جريرا إلى همذان ففتحها ستر البراء بن عازب في جيش إلى قزوين وأمره أن يسير إليها فإن فتحها غزا الديلم منها وإنما كان مغزاهم قبل من دستبى، فسار البراء حتى أتى أبهر - وهو حصن - فقاتلوه ثم طلبوا الأمان فأمنهم وصالحهم، ثم غزا قزوين، فلما بلغ أهلها الخبر أرسلوا إلى الديلم يطلبون النصرة فوعدوهم، ووصل المسلمون إليهم فخرجوا لقتالهم والديلم وقوف علن الجبل لا يمدون يدا، فلما رأى أهل قزوين ذلك طلبوا الصلح على صلح أبهر، وقال بعض المسلمين:
قد علم الديلم إذ تحارب * حين أتن في جيشه ابن عازب بأن ظن المشركين كاذب * فكم قطعنا في دجى الغياهب من جبل وعر ومن سباسب