ذكر أمر مسلم بن عقبة بدومة الجندل وبعث معاوية مسلم بن عقبة المري إلى دومة الجندل وكان أهلها قد امتنعوا من بيعة علي ومعاوية جميعا فدعاهم إلى طاعة معاوية وبيعته فامتنعوا وبلغ ذلك عليا فسير مالك بن كعب الهمداني في جمع إلى دومة الجندل فلم يشعر مسلم إلا وقد وافاه مالك فاقتتلوا يوما ثم انصرف مسلم منهزما وأقام مالك أياما يدعو أهل دومة الجندل إلى البيعة لعلي فلم يفعلوا فقالوا لا نبايع حتى يجتمع الناس علي إمام فانصرف وتركهم.
وفيها توجه الحارث بن مرة العبدي إلى بلاد السند غازيا متطوعا بأمر أمير المؤمنين علي فغنم وأصاب غنائم وسبيا كثيرا وقسم في يوم واحد ألف رأس وبقي غازيا إلى أن قتل بأرض القيقان هو ومن معه إلا قليلا سنة اثنتين وأربعين أيام معاوية.
ذكر ولاية زياد بن أبيه بلاد فارس وفي هذه السنة ولي علي زيادا كرمان وفارس.
وسبب ذلك أنه لما قتل ابن الحضرمي واختلف الناس علي علي طمع أهل فارس وكرمان في كسر الخراج فطمع أهل كل ناحية وأخرجوا عاملهم وأخرج أهل فارس سهل بن حنيف فاستشار علي الناس فقال له جارية بن قدامة ألا أدلك يا أمير المؤمنين علي رجل صلب الرأي عالم بالسياسة كاف