(وأطيب أخبارا وأكرم شيمة * إذا كان أصوات الرجال تغمغما) (ربيعة أعني أنهم أهل نجدة * وبأس إذا لاقوا خميسا عرمرما) ومر به الأشتر وهو يقصد الميسرة والأشتر يركض نحو الفزع قبل الميمنة فقال له علي يا مالك قال لبيك يا أمير المؤمنين قال ائت هؤلاء القوم فقل لهم أين فراركم من الموت الذي لن تعجزوه إلى الحياة التي لا تبقي لكم فمضي الأشتر فاستقبل الناس منهزمين فقال لهم ما قال علي ثم قال أيها الناس أنا الأشتر إلى فأقبل إليه بعضهم وذهب البعض فنادى أيها الناس ما أقبح ما قاتلتم مذ اليوم أخلصوا لي مذحجا فأقبلت مذحج إليه فقال لهم ما أرضيتم ربكم ولا نصحتم له في عدوكم وكيف ذلك وأنتم أبناء الحرب وأصحاب الغارات وفتيان الصباح وفرسان الطراد وحتوف الأقران ومذحج الطعان الذين لم يكونوا يسبقون بثأرهم ولا تطل دماؤهم وما تفعلون هذا اليوم فإنه مأثور بعده فانصحوا واصدقوا عدوكم اللقاء فإن الله مع الصادقين والذي نفسي بيده ما من هؤلاء وأشار إلى أهل الشام رجل علي مثل جناح بعوضة من دين أجلوا سواد وجهي يرجع فيه دمه عليكم بهذا السواد الأعظم فإن الله [لو] قد فضة فتبعه من بجانبيه قالوا تجدنا حيث أحببت فقصد نحو عظمهم مما يلي الميمنة يزحف إليهم ويردهم واستقبله شباب من همدان وكانوا ثمانمائة مقاتل يومئذ وكانوا صبروا في الميمنة حتى أصيب منهم ثمانون ومائة رجل وقتل منهم أحد عشر رئيسا كان أولهم ذؤيب بن شريح ثم شرحبيل ثم مرثد ثم هبيرة ثم يريم ثم سمير أولاد شريح فقتل ثم أخذ الراية عميرة ثم الحارث ابنا بشير فقتلا جميعا ثم أخذ الراية سفيان وعبد الله
(٣٠٠)