أرض سهلها جبل، وماؤها وشل، وثمرها دقل، وعدوها بطل، وخيرها قليل، وشرها طويل، والكثير فيها قليل، والقليل فيها ضائع، وما وراءها شر منها. فقال: أسجاع أنت أم مخبر؟ لا والته لا يغزوها جيش لي أبدا. وكتب إلى سهيل والحكم بن عمرو أن لا يجوزن مكران أحد من جنودكما [واقتصرا على ما دون النهر] وأمرهما ببيع الفيلة التي غنمها المسلمون ببلاد الاسلام، وقسم أثمانها على الغانمين:
(مكران بضم الميم وسكون الكاف).
ذكر خبر بيروذ من الأهواز ولما فصلت الخيول إلى الكور أجتمع ببيروذ جمع عظيم من الأكراد، وغيرهم، وكان عمر قد عهد إلى أبي موسى أن يسير إلى أقصى ذمة البصرة حتى لا يؤتى المسلمون من خلفهم وخشي أن يهلك بعض جنوده أو يخلفوا في أعقابهم، فاجتمع الأكراد ببيروذ وأبطأ أبو موسى حتى تجمعوا ثم سار فنزل بهم ببيروذ، فالتقوا في رمضان بين نهر تيرى ومناذر، فقام المهاجر بن زياد وقد تحنط واستقتل وعزم أبو موسى على الناس فأفطروا، وتقدم المهاجر فقاتل قتالا شديدا حتى قتل. ووهن الله المشركين حتى تحصنوا في قلة وذلة، واشتد جزع الربيع بن زياد علن أخيه المهاجر وعظم عليه فقده فرق له أبو موسى فاستخلفه عليهم في جند، وخرج أبو موسى حتى بلغ أصبهان واجتمع