فيكفيك كل رجل منهم ما قبله وأكفيك أنا أهل الشام وقال عبد الله بن سعد إن الناس أهل طمع فاعطهم من هذا المال تعطف عليك قلوبهم. ثم قام عمرو بن العاص فقال يا أمير المؤمنين إنك قد ركبت الناس بمثل بني أمية فقلت وقالوا وزغت وزاغوا فاعتدل أو اعتزل فإن أبيت فاعتزم عزما واقدم قدما. فقال له عثمان مالك قمل فروك هذا الجد منك. فسكت عمرو حتى تفرقوا فقال والله يا أمير المؤمنين لأنت أكرم على من ذلك ولكني علمت أن بالباب من يبلغ الناس قول كل رجل منا فأردت أن يبلغهم قولي فيثقوا بي فأقود إليك خيرا وأدفع عنك شرا.
فرد عثمان عماله إلى أعمالهم وأمرهم بتجهيز الناس في البعوث وعزم على تحريم أعطياتهم ليطيعوه ورد سعيدا إلى الكوفة فلقيه الناس من الجرعة وردوه كما سبق ذكره. قال أبو ثور الحدائي جلست إلى حذيفة وأبي مسعود الأنصاري بمسجد الكوفة يوم الجرعة فقال أبو مسعود ما أرى أن ترد على عقبيها حتى يكون فيها دماء. فقال حذيفة والله لتردن على عقبيها ولا يكون فيها محجمة دم وما أرى اليوم شيئا إلا وقد علمته والنبي حي فرجع سعيد إلى عثمان ولم يسفك دم وجاء أبو موسى أميرا.
وأمر عثمان حذيفة بن اليمان أن يغزو الباب فسار نحوه.
ذكر ابتداء قتل عثمان في هذه السنة تكاتب نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم بعضهم إلى بعض أن أقدموا فإن الجهاد عندنا وعظم الناس على