أو شاء فقوموا الإبل والغنم فتحاصوها بالأثمان لعظم البخت على العراب، وكرهوا أن يزيدوا وكتبوا إلى عمر بذلك فأجابهم إذا رأيتم أن في البخت فضلا فزيدوا، وقيل: إن الذي فتح كرمان عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي في خلافة عمر ثم أتى الطبسين من كرمان، ثم قدم على عمر فقال: أقطعني الطبسين فأراد أن يفعل فقيل: إنهما رستاقان، فامتنع عمر من ذلك.
ذكر فتح سجستان وقصد عاصم بن عمرو سجستان، ولحقه عبد الله بن عمير فاستقبلهم أهلها فالتقوا هم وأهل سجستان في أداني أرضهم فهزمهم المسلمون ثم اتبعوهم حتى حصروهم بزرنج ومخروا أرض سجستان ما شاؤوا، ثم إنهم طلبوا الصلح على زرنج وما احتازوا من الأرضين فأعطوا وكانوا قد اشترطوا في صلحهم أن فدافدها حمى فكان المسلمون يتجنبونها خشية أن يصيبوا منها شيئا فيخفروا، وأقيم أهل سجستان على الخراج وكانت سجستان أعظم من خراسان وأبعد فروجا يقاتلون القندهار، والترك، وأمما كثيرة فلم يزل كذلك حتى كان زمن معاوية فهرب الشاه من أخيه رتبيل إلى بلد فيها يدعن آمل ودان لسلم بن زياد وهو يومئذ على سجستان [ففرح بذلك] وعقد لهم